بسم الله الرحمن الرحيم
(الإسلام اليوم) حاولت الاقتراب مما يجري هناك بحثاً عن الخيوط التاريخية، والخلفيات المذهبية، والجذور والأبعاد الفكرية والسياسية من خلال هذا الحوار الذي أجريناه مع أحد علماء اليمن المهتمين بهذا الشأن وهو الشيخ محمد بن محمد المهدي عضو جمعية الحكمة اليمانية الخيرية، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمام الشوكاني للدراسات والبحوث.
* الموجود في اليمن هل هو المذهب الزيدي أم المذهب الهادوي؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
إذا ما اعتبرنا مسند الإمام زيد بن علي - رحمه الله - هو المعبر عن مذهبه (المذهب الزيدي،) وإن كان هناك مَن ينكر ثبوته عنه لسبب (أبي خالد الواسطي) المتَّهم فيهº إذا ما اعتبرنا أقواله الموجودة فيه هي مذهبه سنجد خلطاً بين المذهب الزيدي والمذهب الهادوي - بمعنى: أن المسألة ليست صافية لهذا الإمام أو ذاك -، وهذا هو حال المذهب الزيدي كما يذكر ذلك العلامة/ يحيى بن أحمد المرتضى في (البحر الزخار)، ويذكر علماء الزيدية في شروح (متن الأزهار)، وشرح مسند الإمام زيد أكثر من قول في المسألة الواحدة، فهنالك مذهب زيد، وهناك قول القاسم بن إبراهيم، وكذا قول أبي طالب يحيى بن الحسين صاحب (الأمالي)، وأخيه المؤيد بالله أحمد بن الحسين، والناصر الأطروش، والإمام أحمد بن عيسى بن زيد وغيرهم خارج اليمن.
ثم يذكر الخلاف داخل اليمن وخارجه بين الهادي وأولاده، وبين المنصور بالله، وبين يحيى بن حمزة وغيرهم، وهو في الحقيقة إشكال موجود، وقد حاول بعض الزيدية في اليمن أن يعالجوه، وممن تطرق لهذا العلامة / محمد بن إسماعيل بن الأمير الصنعاني في ديوانه، وشاركه أبوه، وشاركه بعض الشعراء لحل هذا اللغز، ورفع هذا الإشكال، والذي جاء فيه:
أيها الأعلامُ من ساداتنا ومصابيحُ دياجي المشكلِ
خبّرونا هل لنا من مذهبٍ, يُقتفى في القول أو في العملِ
أم تُركنا هملاً نُرعى بلا سائمٍ, نقفوه نهجَ السبلِ؟!
فإذا قلنا: ليحيى قيل: لا ها هنا قولٌ لزيد بن علي
وإذا قلنا لزيدٍ, حَكَموا أنّ يحيى قولُه النصٌّ الجلي
وكان جواب السيد الأمير على هذا السؤال بقوله:
قد أتيتم بسؤال مُشكلِ لا أرى إشكالَه بالمنجلي
كم سألنا عنه قوماً غيرَكم من أولي العلمِ وأهل الجدلِ
وأجابوا بجواباتٍ, لهم كلّها في حلِّه غيرُ جلي
ويقولون: هم زيديةٌ وهم عن نهجه في معزلِ
إلى آخر القصيدة وهي مشهورة، وإلى الساعة لم يرفع هذا الإشكال هل القول الجلي هو قول زيد، أم قول يحيى بن الحسين؟!
نعم إن الهادي يقول بإمامة زيد، وهو أول إمام أقام الحكم في اليمن عندما هاجر إلى اليمن عام (282هـ)، ثم عاد إلى الرَّس في المدينة، ثم عاد إلى اليمن في عام (284هـ) وعاش في اليمن إلى عام (298هـ) فكانت له آراء كثيرة ضُمّنت في رسائل وكتب، ومنها: كتابه: (الأحكام في الحلال والحرام).
فجاء مَن صنَّف من علماء الزيدية بعد الإمام الهادي فنظر في المنقولات عن الإمام زيد، والمنقولات عن الإمام الهادي، والمنقولات عن غيرهما، ومُزج هذا كله في مؤلفات ومصنفات ونُسب إلى المذهب الزيدي مطلقاً على اعتبار أن الإمام الهادي يقول بإمامة الإمام زيد - رحمه الله -، وأنه يُعتبر أول إمام في اليمن - الذي هو الهادي - يعني: أن المذهب الزيدي وصل عن طريق الإمام الهادي يحيى بن الحسين، فهو زيدي بهذا الاعتبار.
وإلا فالهادي كانت له اجتهادات وآراء، كما أن هنالك أقوالاً منقولة عن الإمام زيد له فيها اجتهاداته وآراؤه، ويختلفان تارة ويتفقان أخرى.
الغزو الرافضي لليمن:
* هل يمكن تحديد فترة زمنية معينة لدخول الرفض إلى اليمن؟ ومن هم أهم رموز الرافضة؟
لا أخفيك أن كل سؤال من هذه الأسئلة يحتاج إلى بحث وتفصيل، ولكني سأجيب إجابة مختصرة بما تفي به الحاجة - إن شاء الله -.
وفي هذه المسألة هنالك تداخل واختلاف داخل المذهب الزيدي أيضاً، وذلك كما تقدم في الجواب على السؤال السابق، لأن الزيدية افترقوا إلى فرق مختلفة، ولا يدخل في
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد