فلوجة رمز العلا ووسام

1.3k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

فلوجة ٌ رمزُ العلا ووسامُ *** وعلى رؤوس ِ المعتدين حسامُ

سلمٌ لذي سلم ٍ, وشهبُ جهنم *** للغاصبين إذا بدوا وضِرَامُ

وسليلةٍ, للمجدِ طاب غراسُها *** للمجدِ فيــــها هامة ٌ وسَنامُ

ما كُنتِ بدعاً في الجهاد وقد مضى *** سلفٌ لكم نحوَ الجنانِ زحامُ

ونبشتمُ التأريخَ حتى بُدلت *** سننٌ بعصرِ الواهمين حرامُ

هل كان في عرفِ العدو وشرعهِ *** أن ينهضَ التاريخُ وهو حُطامُ؟

حَسِبَ العدى أنا نسينا مجدنا *** فأتى تراودُ حلمهُ الأوهام

قـَـذفت به الأقدار بين أُتـُـونكم *** فبدت رؤوسٌ للقطافِ تمامُ

جمعوا لحربِ الحقِّ كل وسيلةٍ, *** مما يصوغ الغدرُ والإجرام

وتلعثمت سحبُ الخداع وبان في *** أفق الدعاةِ إلى السرابِ حِمَامُ

وخَبَا صياحُ الحامدين لسعيهم *** وأميط عن وجه اللئام ِ لثامُ

لكأنني بالغرب يندبُ حظَه *** لمَّا خَلا من راحتيه زمامُ

وغدا يجرجر بالهزيمة ذيلهُ *** وكساهُ من ذل الدمارِ سُخَامُ

فلوجة ٌ أن تستباحَ دماؤُكم *** فلقد دنا للمسرفين فطامُ

بقلوبكم وسيوفكم عرف العدى *** أن الجهاد شريعة ٌ ونظامُ

ترمون بسم الله كل سهامكم *** والله يرمي إن تطيش َ سهامُ

هم يسكبون دموعَهم، ودماؤُكم *** تجري وثغرٌ للرضا بسَّامُ

إذ أنتم غيظ لهم بدمائكم *** وحياتكم للحاقدين سهامُ

العيش ضنكٌ إن يروموا عيشَهم *** أو يطلبون الموت بئس ختامُ

بَرِأَ الجمادُ من القلوبِ بجوفهم *** وتَنَدَّرت مما أتوهُ سَوَامُ

طوبى بني الإسلام ِ كيف شرعتمُ *** سُُبُلاً يَحُفُ رصيفـَـها الإعظامُ

وتبسم المجدُ التليدُ لمجدكم *** وتلألأت في عينه الأيامُ

سُقيَ الفراتُ بجودكم ومن الصفا *** يسري بدجلةَ إن بدا إلهامُ

عدلٌ لعدل ٍ, والحُسام لغدرهم *** هذا قضاءٌ في الحياةِ لِزامُ

نفث العدى في المسلمين سمومهم *** فأفقتمو والســــــلمون نيامُ

فلوجة ٌ والمسلمون عشيرة *** عذراً وصفحاً إن قسا الأرحامُ

ما زال في الإسلام حبلُ مودةٍ, *** ولقد يغيبُ البدر وهو تمامُ

نسلى وندمى في الإخاء سوية *** أفراحنا وجراحنا أقسامُ

فامضوا بأمر الله طابَ جهادكم *** للحربِ سيفٌ للبنا أقلامُ

شرفُ الحياةِ بعزةٍ, ولئِن نَمُت *** شرفُ المماتِ يخطهُ الإقدامُ

ما أضيقَ العيشَ الذي نشقى بهِ *** ولقد يطول العيش وهو زؤامُ

قد علمونا الضَّرب في أَدبارهم *** وبأنَّ خوفَ الغاشمين سلامُ

شيمتهمُ الإقدام في سفك الدما *** للآمنين وفي الوغى إحجامُ

إن ينتهوا فالناصحون نجاتهم *** أو يعتدوا فالواعظون ركامُ

فلوجة ٌ غُرسَ الإباءُ بأرضها *** ولها من العزم الهُمَام حِزامُ

سُقيت بماءِ الحقِّ حتى أترعت *** فعليك يا أرضَ الرشيد سلامُ

فغداً لقاءُ المكرماتِ بساحنا *** القدسُ تضرب موعداً والشامُ

وإذا بُخارى فُجرت أنهارها *** لباك بيتٌ للأنامِ حرامُ

وهناك صرح للبطولة شاهدٌ *** رسم السدادَ لدربـِـه قسَّامُ

وحماهُ شيخٌ للجهاد حياتهُ *** يسعى وإن قعدت به أقدام

صبراً سلالةَ أَخطَبٍ, فلقد دنا *** يومٌ تطيشُ لهوله الأحلامُ

فهناك تختمُ للطغاةِ حكاية *** وتحطُ من أوزارها الأفلامُ

وهناك تـُـنصبُ للعدالةِ راية *** وتقامُ تحت ظلالها الأحكامُ

وتغردُ الأطيارُ في وَكَنَاتِها *** وتتيه مُن آسادِها الآجامُ

ويقام شرعُ الله ملء عيوننا *** وتفيض من خيراتها الآكامُ


أضف تعليق