قـالـوا قصائدك اللاتي شدوت بها * * * خلت من الحب، أين العشق والغزل
أيـن الـهـيـام؟ أما شاقتك فاتنة * * * أم أنـت فـظ غليظ القلب يا رجل
فـي كـل نـاحـية غيداء رائعة * * * تـحيي الرميم ومن قد غيب الأجل
بـحـر العيون إذا ألقى على وَجدِ * * * رذاذَ ودٍ,ّ، سـرى فـي قـلبه الأمل
وبـسمة الأنس إن جاد الحبيب بها * * * لـظـلمة اليأس، عاد النور ينهمل
أماترى الناسك الأواب إن خطرت * * * لـه الـمليحة في المحراب ينشغل
عـن الـتـبـتـل إذ في جاذبيتها * * * سـحـر يـضـلل عما كان يبتهل
ولـمسة من محب للحبيب، سرت * * * لـهـا الكهارب في الأعماق تعتمل
إن لـم تكن، قلت مهلاً يارفاق أنا * * * إلـف لـطـيف ولكن الأسى جلل
وكـيـف يعشق قلبي شادناً وهوال * * * قـلـب المحطم أودى خفقه الأسل
وهـل يـحق لمثلي أن يهيم هوى * * * فـي إثر أنثى وساح القدس يشتعل
أمـا تـرون بلادي أصبحت بدداً * * * ضـل الكماة، وعن أوطانهم شغلوا
ضـج الـجماد من البلوى ومافتئوا * * * فـي رقدة قد شكا من طولها الكسل
بـالأمـس نـادوا بـأن اليم مقبرة * * * لـلـمعتدي، وبغاة الشر إن جهلوا
ثـم ارتـضوهم عداة راغبين بهم * * * وقـاطعوهم وفي أسرارهم وصلوا
وأقـسـمـوا زمناً أن الجهاد غدا * * * رمز السلام وزال الخوف والوجل
وأن أمـة عـدنـان بـوحـدتهم * * * سـيـدركون من الأعداء ما أ كلوا
وكـبر الناس فالحق الذي صبروا * * * لـه الـسـنـين وفي إحيائه بذلوا
قـد صـار أمراً حقيقياً هكذا سمعوا * * * مـن الـولاة وأن الـجرح يندمل
فـفـوجـئوا أنهم يسعون في دأب * * * إلـى الـعـدو بـذل شـابه زلل
أمـا الـجـهاد الذي غنوا له حقباً * * * فـلـم يـكن عسلاً بل حنظل بسل
إذ عـرّفوه جهاد النفس إن عصفت * * * به الخطوب وأدمى روحها الضلل
وصـار كـل عـدو صاحباً وأخاً * * * ومـن تـأبَّـى كواه اللوم و العذل
وبـات كـل يـهـودي سليل خنا * * * يـومـى إلـيه وترنو نحوه المقل
وتـاه كـل لـبـيب حيرة وضنى * * * ومـرّغ الشرفَ الأوساب والوحل
إن لـم أكـن شاعراً حراًرفيق هدى * * * ولـم أكـن شمعة تزهو بها السبل
ولـم أكـن واحـة خضراء مثمرة * * * تـمـتد في روضها الأفياء والظل
وعـشت في برجيَ العاجيِّ منزوياً * * * فـلا حـيـاة إذاً إن ضاعت المثل