شوقا إلى الله

4.7k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

شـوقا إلى الله طيري واهتكي الحجبا * * * الـنـور يـدنـو وطيب الجنة اقتربا

شـوقـا إلـى الله طيري مقلة عبرت * * * تـسـابـق الـريح والأفلاك والشهبا

شـوقـا إلـى الله وثـبـا غير وانية * * * فـلـيـس مـن سار وهنا كالذي وثبا

شـوقـا إلـى الله، لا خوفٌ ولا حَزَنٌ * * * هل يعرف الحزن مَن مِن ورده شربا؟

شـوقـا إلـى الله يـا أبـهى محجَّبة * * * مـن سبيك العذب ماء الشعر قد عذبا

يـا رنـد فـاس، ويـا بلقيس أندلس * * * يـا نـسـمة الأطلس الجبّار عن وهبا

لـم نـبـن لـلعشق غيما نستظلٌّ به * * * إلا تـدفَّـق مـن أجـفـانـنـا قربا

فـأرسـلـي الدّمع من جفن أضرَّ به * * * ذنـب تـعـاظـم حـتى قرَّح الهدبا

وقـد تـصـاغـر في عفو الإله إلى * * * أن صـار بعد بكاء الرّوح محض هبا

خضنا وخاضت مطايانا الهوى فهوت * * * صـواعـق الموت تبغينا الهوى حربا

خـضـنـا إلـى أن تـلـقتنا لطائفه * * * فـاسـتـفرغ القلب دمعا عز فاحتجبا

لـلـشّـوق أجـنحةٌ خضراء سابحة * * * الـسّـعـد والـرّشد والإيمان والأدبا

فـاسـتحلبي من سماء الغيب درتها: * * * تـلامـس الغيب، ليست تحذر الرقبا

تــبــارك الله، إنَّ الله أنـزلـنـا * * * دارا مـكـرّمـة لا تـعـرف النّصبا

الـسـعـد يـنـشر في أفيائها خيما * * * والـرّشـد يـضرب في أرجائها طنبا

والـحـسـن يـجعل من جفنيك متكئا * * * كـونـي إذا مـا هـمـى أمًّا له وأبا

صـرنـا سـويا إلى دار الهدى فهمى * * * نور الهدى في حواشي القلب نبع ربى

وهـبـت الـرّيح تبغي نسف خيمتنا * * * فـكـنـت أصـلـب مني عزمة وإبا

يـا هـمـة تـبـتني في النجم منزلة * * * عـزّت، وتـقـطع مما تحمل القضبا

سـوّاك ربّـك مـن أنـوار حـكمته * * * ومـن يـسـوّي بقلب الدرّة الخشبا ؟

تـبـيـت راكـعـة لـلـه خـاشعة * * * الأرضُ تـأكـل مـنها الكفّ والرّكبا

كـم زفـرة فـي ضمير الليل ترسلها * * * والـدّمـع فـي النحر بالآلام قد ذهبا

كـم كـحـلت من نشيج القلب مقلتها * * * لا كـحـل، لا قـرط تبغيه، ولا قلبا

شـوقـا إلـى الله يـا أبـهى مجاهدة * * * إن الـشّـهـادة دربٌ يُـبـلغ الأربا

أضـحـت سمية في عليائها ابتسمت * * * لـمـا رأتـك شـهـابا يرجم النصبا

وتـلـك خـولـة قد ضمّت جوانحها * * * مـن عـزمـك الفذ ما تحيي به الحقبا

مـا غابت الشّمس، والأنهار ما فتئت * * * ريـا، ولـم يـبـرح الإيمان منسكبا

ولـم تـزل هـذه الـصّحراء حاملة * * * سـرّ الـحـياة، ونبع النّور ما نضبا

تـمـدّ لـلـمـرتـضـى كفا مبايعة * * * ولـلـحـسـيـن إذا حمّ القضا نسبا

ومـن نـدى السّبط تروي حرَّ وقدتها * * * طـوعـا، وزينب للخُلد انتضت سببا

مـن أبـصـر الحرّة الحسناء عزمتها * * * تـرد عـنـد الـلـقاء الجحفل اللجبا

مـا تـلـك؟ بـرعم حبٍّ, في تفتٌّحه؟ * * * أم إنـهـا قـدر يـسعى؟ فوا عجبا !

شـوقـا إلـى الله طيري، غير عابئة * * * بـمـن غدا يزرع الأقطار حقل ظبى

وزلـزلـي تـحت أقدام الطّغاة ثرى * * * كـم ضـجّ من بطشة الباغي وكم ندبا

لا تـسـألي عن فتى الفتيان في حلب * * * فـلـسـت تـلـقين لا سيفا ولا حلبا

لا تـطـلبي من دمى صارت محنَّطة * * * لـلـنّـصـر سيفا ولا رمحا ولا نشبا

شـوقـا إلى الله طيري، أنت مرشدتي * * * وفـي يـديـك لمست النّصر والغلبا


أضف تعليق