موقع مداد
التمني في الكتاب والسنة
الصحابة في القرآن صفاتهم وحقوقهم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
استشارة: كيف السبيل لأن لا أتكلم إلا بخير أو أصمت؟
الجواب: هذا سؤال عظيم، وإهماله سبب عظيم لشقاء كثير من الناس وتعاستهم. وذلك أن أعظم موارد الحسرة والندامة والحزن هي اللسان، في الدنيا والآخرة، ولهذا فإن الاهتمام بهذا الموضوع من التوفيق البين.
والحل يجب أن يبدأ من معرفة أن كثير الكلام أو قليله يعتبر من العادات الثانية وليس الأولى، أن أنه عادة مكتسبة يكتسبها الإنسان في حياته، فقد يتعود على كثرة الكلام بإهماله ملاحظة المآلات والعواقب، وقد يقل كلامه لحكمته وفطنته ولحظه العواقب والمآلات الوخيمة لكثرة حركة اللسان.
ولهذا، فالحل يكمن في تغيير هذه العادة الثانية، وتغييرها يحتاج إلى أمرين:
٢-الصبر والمحاولة وعدم اليأس.
ولتبدأ، وهو نصيحتي، بالتزام الصمت الطويل، حتى تُعرف به ويعرفك الناس بقليل الكلام وندرته، فإذا طال عليك ذلك، فانظر حينها موجبات الكلام في أقل نطاقاته، فابدأ بأهمها وأولاها شرعًا وعقلًا، واقتصد في الكلام بمقداره إذا كان لا يقوم به غيرك وفيه منفعة لك ومنفعة متعدية إلى غيرك، ولا تتكلم إلا عن علم بما تقوله، فإذا جهلت أو شككت فلا تتكلم، وإذا رجح عندك أن فيه خطأ أو ضرر أو زلل فلا تستعجل في الكلام، فالإسراع إلى السكوت غالبًا خيرٌ وأسلم من الإسراع إلى الكلام.
وسوف تجد نفسك بعد التدرج والمحاولة والصبر والتمرين قد اكتسبت عادة جديدة، وهي الصمت الطويل والكلام القليل فيما فيه حق وخير وفائدة.
فالإنسان ليس إلا وليد عاداته وخبراته التي يكتسبها في هذه الحياة، وهو المسؤول الأول عن هذه العادات وتغييرها للأفضل، بالتدريج والصبر والمحاولة، وقبل كل ذلك التوكل على الله.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين
تم الإرسال
شكراً لكم للمشاركة معنا, سيتم التواصل والتنسيق معكم من قبل القسم المختص باسرع وقت ممكن.