بسم الله الرحمن الرحيم
نحاول جاهدين أن نستغل الإحصائيات التي تتحدث عن الساعات الطويلة التي يجلسها أفراد الأسرة أمام التلفاز لنجعلها فرصة للتحذير من هذا الخطر الداهم، ونطرح الحل بأن نستغني عن هذا الجهاز.
هذه خطوة جيدة... بل مطلوبة... ولكن لماذا لا نستثمر تلك الساعات الطويلة التي يجلسها أفراد الأسرة بدل أن نستغل الإحصائيات المخيفة التي تتحدث عنها؟!
لا نريد أن نستغرق في أحلامنا طويلاًº لأن عدد الذين يشاهدون التلفزيون يتزايد يوماً بعد يوم رغم أننا نأسف لهذه الظاهرة، وهؤلاء يجب ألا نتجاهلهم بحجة أن الذمة برئت بعدما وعظناهم وحذرناهم، واستصدرنا الفتاوى لهم، لأن كثيراً من الناس قد لا تؤثر فيهم هذه الأساليب.
لماذا لا ندخل على الناس من أبواب متفرقة بدل الدخول من باب واحد!
ولذا يأتي السؤال المحرج: ماذا قدمنا لأفراد الأسرة الذين يقضون الساعات الطويلة أمام الشاشة الفضية؟
الجواب عن هذا السؤال يجب أن يكون مبنياً على حاجات الأسرة وعلى الإمكانيات المؤسسية والفردية.
الأسرة تحتاج إلى برامج إرشاد وتوجيه، تحتاج إلى استشارات تربوية واجتماعية ونفسية، تحتاج إلى برامج تعليمية وترفيهية بريئة، وإلى أفلام كرتون متحركة!
من الخير لنا أن نبسط الأمر، وألا نشعر أن المطلوب هو إخراج برامج تنافس \"هوليوود\" أو \"والت دزني\"، كما يجب ألا أن نفترض التوجيه المباشر فيما نقدمه للناسº فإخراج أفلام تعليمية بصنعة إعلامية متميزة عن حروف الهجاء للأطفال تتضمن أفكاراً وتوجيهات مباشرة وغير مباشرة، ويتم من خلالها ربط الأطفال بقضايا أمتهم الكبرى هو جهد جيد تحتاجه الساحة.
وإخراج برامج ترفيهية للأطفال منوعة تتضمن توجيهات بين الفقرات، وتصنع من خلالها شخصيات محببة للأطفال تشاركهم في مهرجاناتهم، وتستدعى لحضور محافلهم، ويكون ذلك فرصة لغرس كثير من الآداب الإسلامية والمعاني الشرعية هو خطوة جيدة في ذات الاتجاه.
ومثل هذه المشاريع ليست مشاريع استهلاكية بلا مردود مادي، فهي تأخذ وتعطي ويمكن أن تصبح مصدراً من مصادر الكسب المادي المشروع، وعلى أقل الأحوال يمكن أن تقيم نفسها بنفسها دون أن تصبح عالة على المحسنين.
ومن العدل في هذا السياق أن نشيد بكثير من الجهود المبذولة في هذا الجانب سواء كانت فردية أو مؤسسية.
أهمس في آذانكم، وأرجو أن تضبطوا أعصابكم:\"البوكيمون\" لا يزال موجوداً!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد