بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجهم واتبع سنتهم إلى يوم الدين أما بعد، أخي وأختي في الله:
الحمد لله الذي خلقني وخلقك من تراب ثم من نطفة ثم سوانا آدميين من نسل الإنسان الكائن المميز على وجه الكون، وبمميزاته وبخواصه التي اختص بها عن غيره حمّله الله - تعالى - الرسالة التي أشفقت الجبال أن تحملنها. بعيدا عن أول الخلق آدم إلى زمننا الذي لا يكاد أن يوصف إلا بآخر الزمان. في عصرنا الحاضر نواجه في طرقنا العثرات والانحناءات التي قد يودي بعضها إلى الكفر ومعظمها إلى الضياع عن ذكر الله. فأقرب ما يشبه هذا الزمان بالسيل الجارف الذي لا يترك بيت مدر ولا وبر إلا وقلعه من جذره إلا من رحم ربي. ولكن السيل لم يصل ولن يصل إلى بيوت قال الله - تعالى – فيهم: (الله ولي المؤمنين يخرجهم من الظلمات إلى النور) وقال - تعالى -: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون). فيا من يريد النجاة لا تجالس المعاصي فإن المعاصي مهلكة المسلم.
قال الشاعر: لا تحقرن صغيرةٍ, إن الجبال من حصى..
اعلموا يا أخواني الأعزاء إني والله أحبكم في الله ولا أريد أن يصيبكم غبارٌ من تيارات فتن زماننا العصيب في وصفه.
اعلموا رحمكم الله أن من أسلحة أعداء الإسلام هو التلفاز. فوالله الذي لا إله إلا هو لا يُوصف التلفاز في زماننا إلا بقفص الصياد. لا يملك الصياد سوى المخدر لصيد الأسد. المخدر أجاب له كثيرٌ من الناس نظراً لجرُعاته المنظمة والتي تكاد أن تكون مخفية في حياتنا. مثلا، عندما تشاهد برامج اليوم وتقارنا بخمس سنين مضت لسوف تجد فرقا عظيما في تقديم البرامج ومكونات البرامج أصلاً. فكل سنة يزداد التقشف والتكشف في البرامج وترى المرأة اليوم نصف مستترة لا تكاد أن تكون مستترة ونسأل الله العافية. فإن الكم الهائل من البرامج الملعونة ما زالت تقصف بيوت المسلمين ومنهم المؤمنين في كل مكان، ونظرا للتخدير الإعلامي لا نجد لا من أب ولا من أم نصحية بتعتيب؟.
فيا أختي إن برامج اليوم هي أحد الحملات التدميرية على الإسلام، فإياك منها ثم إياك، إن هذه البرامج تنبت في قلوب المؤمنين نبات فاسد حصاده فاسدٌ في الدنيا هالكٌ يوم التناد. فكري يا أختاه يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، (لكل مريء منهم يومئذٍ, شأن يغنيه). بعيدا عن الآخرة إلى برنامج ستار أكاديمي الذي هز قواعد وأصول بيوت المسلمين، فها نحن نواكب في عصرنا ضربات من أعداء الأمة بالأسلحة الثقيلة الغير ملموسة معنويا ولكن ملموسة فكريا.
إن برنامج ستار أكاديمي هو من أقبح البرامج في التلفاز، فلا تجد في هذا البرنامج سنة من سنن المرسلين إلا دعاء المغني بالفوز رافعا يديه يقول يا رب في مكان أجلكم الله هو أقرب للحَمّام. فوالله إن هذا البرنامج كالحمام قذر المقام مهما رُتِب ونظف لا يتغير شأنه. إن مشاهدة هذا البرنامج هو من أخطر الأشياء المضرة بالمؤمن وهي أيضا من الأشياء التي تضعف الإيمان كما قال - صلى الله عليه وسلم -: (الأيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي). إن هذا البرنامج الشهير في قبحه يحتوي على محرمات كثيرة منها الأغاني والمعازف والعُري والإختلاط والحب الزائف الباطل الذي يُنشأ بالطرق المحرمة. فإن المصيبة كبيرة على المسلمين بالذات عندما ترين أبناء وبنات جلدتنا يشاهدون البرنامج والمصيبة الأكبر أن منهم من يُنكر حرمة البرنامج.
فهيا يا أختاه ننصح فنقنع فنعالج فننشر السلام في ديارنا، فإن السلام لا يأتي إلا بترك المحرمات وإتباع المرسلين والتمسك بحبل الله المتين وقراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه والعمل به.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد