وَحُفـرَةٍ, لَـم تَكُـن يَومـاً بِحُفرَتِنَـا * * * حَـفَـرتُهَـا بِيَدَيهَــا دُونَمَـا فَـأسِ
لِـكَي أُوَارِي بِهَا جِسمِي الَّذِي عَصَفَت * * * بِـهِ السٌّنُـونُ وَأُخفِـي حَـرَّ أَنفَاسِي
قَد ضُقـتُ ذَرعـاً بِأَسقَـامٍ, أُكَابِدُهَـا * * * وَعِيـلَ صَبرِي وَلَم أَعثُـر عَلَى آسِ
أَنَـا العَنِيـدُ فَمَنـذَا اليَـومَ يَجهَلُنِـي * * * فَـلتَسأَلُوا الخَطبَ وَالإِفحَامَ عَن بَأسِي
كَم خُضتُ حَربـاً وَكَم جُشِّمتُ مَذبَحَةً * * * وَكَـم شَـرِبتُ دِمَـاءً دُونَمَـا كَـأسِ
نَزِيـلَ ثَـوبٍ, بَلَـى لاَ خُـفَّ يَحمِلُنِي * * * وَالـنَّفـسُ قَد ذَبُلَـت مِن شِـدَّةِ اليَأسِ
زَفِيـرُ بُركَـانِ قَلبِـي لَم يَزَل حَنِقـاً * * * مُـذ جَـاسَ دَاخِلَـهُ مِهمَازُهَـا القَاسِي
الحِبـرُ أَضحَـى لَدَينَـا دُونَ رَائِحَـةٍ, * * * وَالشِّعرُ ضَاعَ سُدَىً فِي جَوفِ قِرطَاسِ
فَـارَقتُ سِجنـاً فَلَم أَعثُر عَلَى وَطَـنٍ, * * * يُـزِيـلُ عَن مُقلَتِـي أَشبَـاحَ حُرَّاسِي
وَلَم تَزَل دَمعَتِي الحَـرَّى عَلَى جَـدَثٍ, * * * تَنسَـابُ مُـذ مَأتَمِي قَسـراً لإِتعَاسِي
وَارَيـتُ فِيـهِ حَيَـاةً مِلـؤُهَا تَـرَحٌ * * * وَقَـد تَصَدَّى لِعَجـبِ الذَّنـبِ إِفلاَسِي
خَوفـاً عَلَـيَّ مِـنَ الأَهـوَالِ ثَانِيَـةً * * * بُعَيـدَ بَعـثٍ, أَعَـادَ الذِّهـنَ لِلنَّـاسِ
فَلَـم يُـلاَقِ رُفَـاتِي حُضـنَ نَابِشَـةٍ, * * * تُعِيـدُ رُوحـاً إِلَى جِسـمٍ, بِـلاَ رَأسِ