هات المحابر، واكتب أيٌّها القلمُ *** وسطّر الشعر إن الشعر محتدمُ
فالخطب يا صاحبي أمرٌ غدا جَلَلاً *** ضجَّ الحطيم له والبيتُ والحرمُ
هذا الزمان عجيبٌ لست أفهمُه *** أرجاؤه ظُلَمٌ، من فوقها ظُلَمُ
هذي شجوني وأحزاني أُرتِّلها *** بكت لها مقلتي فاستضحك القلمُ
يا دوحة الشعر همٌّ المسلمين غَلَى *** به الفؤادُ، فنارُ الحزن تضطرمُ
إنِّي أرى أمَّتي قد أبحرت -سفَهاً- *** بلا سفينٍ, وموجُ البحر يلتطمُ
يا لاهثين وراء السِّلم في زمنٍ, *** مات الإباءُ به والمجدُ والشيمُ
أمن يهودٍ, تريدون السلام لكم؟ *** أين السلام وهم ليست لهم قيمُ؟
فالشرٌّ منطقهم، والغدر شيمتهم *** والخبث ديدنهم، إنّ العداة همُ
سلوا فلسطين إن رمتم بها خبراً *** قد استبيحت بها الأعراض والحُرَم
عزَّ الذهابُ إلى مسرى النبي بها *** فمن أراد ذهاباً فالطريق دم
سلوا بلاداً بلبنان التي طُعنت: *** أين المواثق والهدنات والذممُ؟
مدريدُ ها قد أتى إليك شرذمةَ *** يرجون سلماً، فلا فازوا ولا سلموا
أتوا وقد حملوا ذُلاً ومسكنةً *** عار المذلَّة في طلعاتهم يَصِمُ
عُميٌ بصائرهم، طُمسٌ مشاعرهم *** كأنهم في مراعي وهمهم غنم
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد