يا أمّة الغيث هِـلّـي اليوم وائتـلقــي *** فكم تحسّر طـَــرفُ العيــنِ في الأفق ِ
يا أمّة الغيث هل للغيثِ من سُحبٍ, *** سحّاءَ تُطفيءُ ما في القلبِ من حُرق ِ
يا أمّة الغيثِ أنتِ النـورُ منسكبا *** من سدرة المُنتهى للمصطفى الشَـفِق ِ
سنا تجلّى إلى جبريلَ مؤتمنـــــاً *** فهل لنورِكِ في الآفــــاق ِ من شَـفـَق ِ
يرنو إليكِ وجودٌ لا حيـــــاة َ لـه *** إلا بنبضِـــك فــي وجدانِـــهِ الخَـفِـق ِ
وتشــرأبُ البرايـا في سفاسفهــا *** إلى سمــوِّكِ فـي الإيمـان ِ والخُلُــــق ِ
ويستغيثـُك جـــرحٌ لا التئامَ لــه *** إلاّ برايـــــات ِ سبّــــاق ٍ, و مُستَبِــق ِ
ويسألُ السهدُ عنكِ النَّجمَ في أملٍ, *** لعلَّ فجــركِ يجلو ظلمـــة َ الغســـق ِ
وللجــوى عنكِ تطوافٌ وأسئلـةٌ *** وألفُ تنهيـــدةٍ, فـي مســـمَـع ِ الأرق ِ
وتغزلُ الريحُ فوقَ الرَّملِ ملحمةً *** من ذكرياتِ الفِـدا والعـزِّ والسّـــمَـق ِ
يا أمّة الغيثِ للعصيــان ِ مشأمـةٌ *** من اتقى الله في كلِّ الأمـــــورِ وُقي
الأرضُ بعدكِ أشــلاءٌ مضمّخةٌ *** وتِركة ُ المجدِ نهـــبُ الحاقــدِ الشَّبِـق ِ
وللمباديء أكفانٌ وأضـــرحــة ٌ..*** والروحُ يا لكسادِ الروحِ في ملـق ِ
وللفواحشٍ, أصداءٌ مدويـّــــــــة ٌ *** يســـوقـُُهـا طبـــقٌ دانٍ, إلى طبــــــقِ ِ
وللسعادةِ سنــدانٌ و مطـــــــرقةٌ *** يلـوكُهــا الدهرُ فــي كمــاشةِ القَــلق ِ..
يا أمّة الغيثِ هلّي اليوم وائتلقي *** فأنتِ رَوحُ الشذى في الزهر والورق ِ
وأنتِ بُشرى الهدى المُنثال منذُ زها *** فجرُ النبــوّةِ واســتجلى لكلِّ تقـــــي
وفــي يمينــــــكِ آياتٌ مبيّنــــــةٌ *** من ســورةِ الفتحِ والأنفــــال ِ والفلق ِ
بك استنارت قلوبُ السائرين هدى *** ومنكِ يحلو الجنى في غصنهِ العذق ِ
يا أمّة الغيثِ هلي اليوم وائتلقـي *** واستنقذي الكون من دوامّـة ِ النَفَــق ِ
كم معقل ٍ, صار للأعــداءِ مرتفقا *** قد كان مبعثَ رايــاتي و مُنطــَلقـي
كم أمّةٍ, عــزَّها التوحيدُ فاعتصمَت *** قد أصبحت من دعاوى الشكّ في فِرَقِ!!
وبقعة ٍ, حُرّة ٍ, كانت مُمَلّكـَــــــــة ً *** يسومها المعتدي.. مكسورة العُنُـــق ِ
في كلّ يوم ٍ, يسجّيها على فتن ٍ, *** يا بؤس مُصطبحٍ, فيــها ومغتبــــق ِ!!
يدّعها في متاهاتٍ, و معمعــــــة ٍ, *** يحارُ فيها فؤادُ المؤمـــن الحّـــــذِق ِ
قالوا جنيتُ.. وسهم الغدر في كبدي *** ومذنبٌ.. وشهودُ البغي في حدقــي
مُكبّلٌ.. و كرامـــاتي مدنسّــــــةٌ *** والقدسُ يا لعناء القدس في الرَّبَـــق ِ
مُجَرّمٌ.. وجحيمُ القصفِ في بلدي *** ومعتدٍ,.. ونصالُ السيفِ في عُنُـقي
وموصمٌ أنا بالإرهاب في زمن ٍ, *** يعدٌّ تكبيرتي من أحمــقِ الحَمَـــــق ِ
وقد أهانوا كتاب الله في صـلفٍ, *** إنَّّ البهيمة َ لا تعتـــدٌّ بـــالــوَرِق ِ؟!!
وأسرفوا في دمي.. واستعذبوا شرفي *** وسوف ينفجرُ البركانُ من حنقـــي
وفي المدينة سمّاعون قد مردوا.. *** هم الخفافيشُ في ليلٍ, من الرَّهـــــق ِ
يا أمتي إن يكن باللهِ مُعتَصَمي *** لاندكَّ كلٌّ كيـان الكفــر من فـــرَق ِ
البذلُ لله نصـــرٌ لا اندحـــار لــه *** والسعيُ من دونهِ زخمٌ من العَرَق ِ!
مليارُنا اليوم صفــرٌ لا اعتداد به *** لأنّ مليـــارنا حبــــرٌ علــى ورق ِ
يا أمّة الغيثِ يا آمالَ مرتقــــبٍ, *** والأرضُ تهتفُ من وجدانِ منسحق ِ
مدّت إليك ِ ذراعَ المستغيثِ رجا *** فاستفتحي باســم ربّي كلَّ منغـــلق ِ..
وأجهشت، ونداءُ الشوقِ في فمها: *** خذي بحاري وبرّي واملأي طرقي
عودي لسيرتك الأولى هدى وسنا *** صوني البريّة عن مستنقّع الغـــَـرَق
آمنتُ يا أمتي بالنصر فاعتصمي *** واستنزلي الفتح.. وامضي للعُلا.. وثقي