يا أمة الغيث

4.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يا أمّة الغيث هِـلّـي اليوم وائتـلقــي *** فكم تحسّر طـَــرفُ العيــنِ في الأفق ِ

يا أمّة الغيث هل للغيثِ من سُحبٍ, *** سحّاءَ تُطفيءُ ما في القلبِ من حُرق ِ

يا أمّة الغيثِ أنتِ النـورُ منسكبا *** من سدرة المُنتهى للمصطفى الشَـفِق ِ

سنا تجلّى إلى جبريلَ مؤتمنـــــاً *** فهل لنورِكِ في الآفــــاق ِ من شَـفـَق ِ

يرنو إليكِ وجودٌ لا حيـــــاة َ لـه *** إلا بنبضِـــك فــي وجدانِـــهِ الخَـفِـق ِ

وتشــرأبُ البرايـا في سفاسفهــا *** إلى سمــوِّكِ فـي الإيمـان ِ والخُلُــــق ِ

ويستغيثـُك جـــرحٌ لا التئامَ لــه *** إلاّ برايـــــات ِ سبّــــاق ٍ, و مُستَبِــق ِ

ويسألُ السهدُ عنكِ النَّجمَ في أملٍ, *** لعلَّ فجــركِ يجلو ظلمـــة َ الغســـق ِ

وللجــوى عنكِ تطوافٌ وأسئلـةٌ *** وألفُ تنهيـــدةٍ, فـي مســـمَـع ِ الأرق ِ

وتغزلُ الريحُ فوقَ الرَّملِ ملحمةً *** من ذكرياتِ الفِـدا والعـزِّ والسّـــمَـق ِ

يا أمّة الغيثِ للعصيــان ِ مشأمـةٌ *** من اتقى الله في كلِّ الأمـــــورِ وُقي

الأرضُ بعدكِ أشــلاءٌ مضمّخةٌ *** وتِركة ُ المجدِ نهـــبُ الحاقــدِ الشَّبِـق ِ

وللمباديء أكفانٌ وأضـــرحــة ٌ..*** والروحُ يا لكسادِ الروحِ في ملـق ِ

وللفواحشٍ, أصداءٌ مدويـّــــــــة ٌ *** يســـوقـُُهـا طبـــقٌ دانٍ, إلى طبــــــقِ ِ

وللسعادةِ سنــدانٌ و مطـــــــرقةٌ *** يلـوكُهــا الدهرُ فــي كمــاشةِ القَــلق ِ..

يا أمّة الغيثِ هلّي اليوم وائتلقي *** فأنتِ رَوحُ الشذى في الزهر والورق ِ

وأنتِ بُشرى الهدى المُنثال منذُ زها *** فجرُ النبــوّةِ واســتجلى لكلِّ تقـــــي

وفــي يمينــــــكِ آياتٌ مبيّنــــــةٌ *** من ســورةِ الفتحِ والأنفــــال ِ والفلق ِ

بك استنارت قلوبُ السائرين هدى *** ومنكِ يحلو الجنى في غصنهِ العذق ِ

يا أمّة الغيثِ هلي اليوم وائتلقـي *** واستنقذي الكون من دوامّـة ِ النَفَــق ِ

كم معقل ٍ, صار للأعــداءِ مرتفقا *** قد كان مبعثَ رايــاتي و مُنطــَلقـي

كم أمّةٍ, عــزَّها التوحيدُ فاعتصمَت *** قد أصبحت من دعاوى الشكّ في فِرَقِ!!

وبقعة ٍ, حُرّة ٍ, كانت مُمَلّكـَــــــــة ً *** يسومها المعتدي.. مكسورة العُنُـــق ِ

في كلّ يوم ٍ, يسجّيها على فتن ٍ, *** يا بؤس مُصطبحٍ, فيــها ومغتبــــق ِ!!

يدّعها في متاهاتٍ, و معمعــــــة ٍ, *** يحارُ فيها فؤادُ المؤمـــن الحّـــــذِق ِ

قالوا جنيتُ.. وسهم الغدر في كبدي *** ومذنبٌ.. وشهودُ البغي في حدقــي

مُكبّلٌ.. و كرامـــاتي مدنسّــــــةٌ *** والقدسُ يا لعناء القدس في الرَّبَـــق ِ

مُجَرّمٌ.. وجحيمُ القصفِ في بلدي *** ومعتدٍ,.. ونصالُ السيفِ في عُنُـقي

وموصمٌ أنا بالإرهاب في زمن ٍ, *** يعدٌّ تكبيرتي من أحمــقِ الحَمَـــــق ِ

وقد أهانوا كتاب الله في صـلفٍ, *** إنَّّ البهيمة َ لا تعتـــدٌّ بـــالــوَرِق ِ؟!!

وأسرفوا في دمي.. واستعذبوا شرفي *** وسوف ينفجرُ البركانُ من حنقـــي

وفي المدينة سمّاعون قد مردوا.. *** هم الخفافيشُ في ليلٍ, من الرَّهـــــق ِ

يا أمتي إن يكن باللهِ مُعتَصَمي *** لاندكَّ كلٌّ كيـان الكفــر من فـــرَق ِ

البذلُ لله نصـــرٌ لا اندحـــار لــه *** والسعيُ من دونهِ زخمٌ من العَرَق ِ!

مليارُنا اليوم صفــرٌ لا اعتداد به *** لأنّ مليـــارنا حبــــرٌ علــى ورق ِ

يا أمّة الغيثِ يا آمالَ مرتقــــبٍ, *** والأرضُ تهتفُ من وجدانِ منسحق ِ

مدّت إليك ِ ذراعَ المستغيثِ رجا *** فاستفتحي باســم ربّي كلَّ منغـــلق ِ..

وأجهشت، ونداءُ الشوقِ في فمها: *** خذي بحاري وبرّي واملأي طرقي

عودي لسيرتك الأولى هدى وسنا *** صوني البريّة عن مستنقّع الغـــَـرَق

آمنتُ يا أمتي بالنصر فاعتصمي *** واستنزلي الفتح.. وامضي للعُلا.. وثقي


أضف تعليق