بهمومنا لا بالخمور سكارى

3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بـهـمـومـنا لا بالخمور سكارى *** ولـيـأسـنـا لا لـلـعداة أُسارى

نـمـتـار سُهداً حين يقربنا الدجى *** ونـفـرّ مـن ضوء الشموس نهارا

نـلـقـي عـلى الينبوع زلّة نارنا *** أن لـيـس يـطفىء لو غفونا نارا

ونـقـيـم بـيـن قـلـوبنا ويقينا *** لـلـشـك سـدّاً مـانـعاً وجداراً!

نـعـدو وراء الـسـافحين دماءنا *** أن يـمـنـحـوا بـستاننا أمطارا

كـم مـبـدلٍ, بـالمكرمات خطيئة *** واخـتـار فـي وضح النهار عِثارا

يـمـضـي نـميراً للمبيح نجيعه *** ويـدكّ فـوق الأقـربـيـن ديارا

زمـن! رأيـنـا فـيـه كلّ رزيئة *** ضِـعـنـا بـه فوق الدروب نِثارا

فـكـأنـنـا لسنا عشير المصطفى *** هـذا الـذي رفـع الـجهاد شعارا

وكـأنـما «الصديق» لم يغرس لنا *** شـجـراً أفـاء بـظـله الأمصارا

وكـأنـمـا «الفاروق» ما صلّى بنا *** فـي «الـقدس» لمّا فرّق الأشرارا

وكـأنـمـا «عثمان» لم يسرح لنا *** مـن مـقـلـتيه على دجى أنوارا

وكـأن «خـيـبر» لم يقوّض بابها *** يـومـاً «عـلـيُّ» حين كرّ وثارا

وكـأنـنـا..وكـأنـنـا..وكأننا *** صـرنـا على دين اليهود غيارى!

مـدّ الـقـريب يداً لغاصب أرضه *** أمّـا الـبـعـيـد فقد حباه مزارا!

زمـن! يـنـيب به الكبار صغارا *** كـي يُـرجـعوا شرفاً لنا وذمارا!

أمّـا الأسـنـة والـسيوف وخيلنا *** فـلـقـد أنابت في الوغى أحجارا!

زمـن! يـصـير الجبن فيه بطولة *** والـعـار مـجـداً والكرامة عارا!

زمـن! تـبـيـع بـه السياسة أمّة *** والـقـيد يصبح في الخنوع سوارا

تـخـشى من الموت الجميل شهادة *** ونـكـاد نـحسب شوك ذلّ غارا!

نـعـدو لنرتشف السراب ونستقي *** ضـرع الـهـجير ونأنف الأنهارا!

فـعـلام هاتيك الجموع استشهدت *** إن كـان قـائـدهـا أقـام حوارا؟

سـقـط الـقناع عن القناع فلم تعد *** تـلـك الـبـيـارق تلفتُ الأنظارا

ربّـاه قـد شـلّ الـيـسار يميننا *** ويـمـيـنـنـا ربّـاه شلّ يسارا!

عَـطُـلَـت سواعدنا وأوهن عزمنا *** خـدرٌ وأدمـنـت الـخيول خوارا

ولـقـد نـمـجّد في السياسة فاجراً *** بـاسـم الـنضال ونشتم الأبرارا!

حـتّـام نـلـقـي اللوم في أعدائنا *** إن كـان صـرح جـهادنا منهارا؟

ياقدس قد رخص النضال وأرخصت *** شـهب المناصب باسمك الأسعارا!

يـاقـدس قـد باعوك سرّاً فاسألي *** طـابـا» عساها تكشف الأسرارا!

يـاقـدس مـا خان الجهاد.. وإنما *** خـان الـذي بـاسم الجهاد تبارى!

أسرى به «الكرسيّ» نحو «كنيست *** سـرّاً وبـايـع بـاسمنا الأحبارا!

لا تـأمـلـي بـالـلائـمين عدوّنا *** نـصـراً، ولا بـعـدونـا إيـثارا


أضف تعليق