إلى ذلك الرجل الشامخ.. إلى من جعلني أحيا حياة كريمة.. عزيزة... إلى من تعب لنرتاح.. وربّى فأجاد... إلى والدي العزيز أهدي.. بعض شعري..
أتيتُ أبحثُ عن كفيــــّـكَ يا أبتي *** علّي بلثمي لها.. أنسى عذابــاتي
أتيتُ والطفلةُ الصغرى بذاكرتي *** ترنو وفي دمها جمرُ المعانـــاةِ
أتيتُ حاملـــةً.. همًّـا يطوّقـــني.. *** وذكرياتٍ,.. وبعضًا من جراحاتي
أتيتُ طالبـــةً.. قلبـــــًا يدفئــــني *** ويستفيضُ حنانًا في مواســــاتي
أتيتُ.. والشعرُ خفـــاقٌ بأوردتي *** والنبضُ مرتجفٌ من سطوِِِ لوعاتي
أتيتُ والدمـــعُ من عينيّ منسكبٌ *** أنتَ الرحيمُ.. فخفّف سكبَ دمعاتي
أنتَ الوفاءُ.. إذا ما دنيّتي غدرت *** أنتَ الملاذُ.. وإن شطَّت مسافــاتي
إذا ذُكرتَ فما في الكونِ من أحدٍ, *** شهمٌ، كريمٌ، شجاعٌ في المضّراتِ
أنتَ المليكُ على كلِّ الرجالِ فلا *** أرى بغيركَ مصباحي ومشكـاتي
أنتَ الأبيٌّ.. إذا خارت عزائمُهم *** أنتُ العطاءُ.. وأنتَ العمرُ والآتي
ربّيتني زمنًا.. حــبًا ومرحــــمةً.. *** ما قطّ أحزنتَني أو رُمتَ آهاتــي
أسكنتني في سويدا القلبِ.. هانئةً *** لا لم تعكّر بيومٍ, صفوَ جناّتــــــي
جعلتني أرتقي للشمس في شرفٍ,.. *** وفي المساءِ أرى بدرَ المـداراةِ
دعوتُ ربي..إلــهَ الكونِِ ساجدةً.. *** فهل تفيكَ بجـوفِ الليلِ دعواتي؟!