أنـثـى أتت من كوكب الجوزاءِ ** أم أخـت ذاكَ الـبدر في العلياءِ
هي أخت ذاكَ البدر أم بنتُ الربى ** مـخـضـلـة الأنـسامِ والأفياءِ
هـي في بدور الحسن رمز كلما ** شـفَّ الـخـمارُ ملامح الحسناءِ
بـدريـة والـبـدر يبدو مشرقاً ** خـلف الحجاب وخلف كل خباءِ
أنـسـيـة بـأصـولها وبوجهها ** دعـج الـعـيـونِ بدا بكل نقاء
* * *
مـعـسـولة الألفاظ ضمنَ تأدب ** وكـلامـهـا فـيض من الإيحاء
ومـشـيت في ليل العباءة سارياً ** والـفـجـر طال تباخلاً بضياء
تـحـت الحرير حرير قدٍّ, أهيفٍ, ** رغـم الـتهادي زاد في الإغراء
فـي كـفـهـا لينٌ ككل حديثها ** تـسـبـيـك رقـتها بكل حياء
تـمـشـي تمايل في إباء حيثما ** لـحـظـت بـأني ناظر بخفاء
رمـز مـن التعبير يردف بعضه ** بـالـظـرف بـالتلميح والإيماء
أطـرت تـزيـن نفسها بسؤالها ** واسـتـرسلت بالمدح والإطراء
مـن خـلف برقعها تعانق عينها ** كـلـي وبـعضي تستزيد بقائي
شـدت قـناتي حيث قالت يا فتى ** فـيـك الـشـبـاب بقوة وبهاء
* * *
هي في خريفي بعض نيسان وقد ** غـطـى الفيافي عاطر الأجواءِ
صـحراء عمري أورقت جنباتها ** وارتـدَّ شـيـبـي عزمه بسخاءِ
أفـنـيـت أيامي ولم أبخل على ** قـلـبي الصغير أحيطه بعطائي
قـلـبي شباب رغم عمري منشد ** تـغـريـدة تـوحي بقرب لقاء
أرخـيت راحلتي بأرض شبابها ** فـظـفـرت مـن إذعانها باللاء