سـتـونَ مـابـرحـت في قيدِ آهاتي * * * ولـيـسَ يـخـفَى بها مرٌّ الحكاياتِ
عـمـري المديدُ، أو المنهلٌّ من وجعٍ, * * * يـلـقـي على النّفسِ أنواعَ الأذيَّاتِ
عـن أُمَّـتـي فـجـناحاها بلا شممٍ, * * * والـيـومَ قـصَّـهـما سيفُ الملماتِ
وقـصـةُ الـشَّـجوِ لانابي ولا ظُفري * * * تـبـادلا خـدشَـهـا أو وقـدُ لذَّاتي
إنـي جـفـوتُ لـهـا نايا لسامرِهم * * * ومـا جـفـوتُ أمـاسيها الجميلاتِ
ولا اسـتـعـرتُ بروقَ الزَّهو أوسمةً * * * لـرحلةِ الزَّيفِ في دنيا البطولاتِ !!
سـتون إن صدقت في السعيِ أو كذبت * * * فـمـا عـلـيها سوى جمعِ الإفاداتِ
غـدوتُ أعـدو بـها والشِّعرُ يسبقني * * * ويـمـنـحُ الـوُدَّ لـلعاني بحاراتي
وأجـتـنـي الـحقلَ فوَّاحًا لفرحتهم * * * إذا الـمـواسـمُ فـاضـت بالشَّذيَّاتِ
لـكـنَّـه الـحـقـلُ بالأشواكِ زوَّقه * * * هـذا وذاك فـأخـوى بـالـجـناياتِ
كـم مـرَّة رنَّ في سمعي تصارخُهم * * * وخـلـتُـه ثـاكـلا نادى بأمواتِ!!
وكـم بـكـيتُ على قومي تحاصرُهم * * * سـودُ الـلـيـالـي بـآلامٍ, و آفاتِ
وكـم يـحـيِّـرنـي نـأيٌ يـفرِّقُهم * * * رغـمَ الـنَّـوازلِ أيَّـامَ الـلـقاءاتِ
وكـم ضـحـكتُ بشدقي غافلٍ, عبثٍ, * * * عـلـى هُـراءٍ, تمادى في الإذاعاتِ
وقـد عـلا الـشَّيبُ في فوديَّ فاشتعلا * * * مـثـل اشتعالِ الأذى والهمِّ في ذاتي
فـقـمـتُ أجـتـرٌّهـا هِمًّا يعاودُني * * * بـعـدَ انـكفاءِ المنى جمرُ النَّداماتِ
لـمَّـا صـحوتُ وقومي في مناحتِهم * * * عـلـى نـشـيـجٍ, نحيبٍ, أو بطالاتِ
مـاخـانـنـي ألمي إذ عشتُ أجرعُه * * * دمًـا ودمـعًـا جرى في جُلِّ أوقاتي
و رحـتُ أنـعـى أماسيهم فقد حفلت * * * واحـسـرتـاه بـنـكساتٍ, ونكباتِ
وجـئـتُ أسـألُ مَـن مرٌّوا بمقدسِنا * * * عـنـدَ الظَّهيرةِ عن أهلِ المصيباتِ
عـلِّـي أرى دربَـهم قبلَ المغيبِ فإن * * * جـتـنَّ الـظلامُ، فسعيي للدعاياتِ
فـمـا اسـتساغوا وهم أدرى بمسألتي * * * ولا أصـاخـوا إلـى أجلى عباراتي
وقـد تـنـاسَـوا بأنِّي من عشائرِهم * * * وجـرحُهم أحرفٌ من بعضِ مأساتي
وإنـنـي ويـحـهـم أرجو سلامتَهم * * * مـن كـلِّ ريـبٍ, تـراءى بين ملهاةِ
و خـدعـةٍ, حُـلـوةِ الأثـوابِ زاهيةٍ, * * * بـمـسرحِ الوهمِ أو في مكرِ صالاتِ
ولـم يـزل فـي النَّهارِ الحلوِ ينجدُهم * * * قـبـلَ الـفـواتِ أخو عزمٍ, ونجداتِ
مـن كـلِّ إلـفٍ, لـذي مجدٍ, وذي قيمٍ, * * * يـعـافُ فـي طبعِه نكءَ الجراحاتِ
يـدوفُ أحـزانَـه بـالـصَّبرِ ذا جلدٍ, * * * والـحـزنُ أدمـى له أنقى الرواياتِ
وعـاشَ لـولا الأذى المشحون في كبدٍ, * * * بـلا صـريـرٍ, لأقـلامـي وأنَّـاتي
طـوبـى، وطـوبى لمغمورٍ, يقيِّدُه * * * كُـرهُ السَّفاهةِ، بل بغضُ الإثاراتِ
* * ** * ** * *
لـمَ امـتـطاءُ سروجِ المجدِ في زمنٍ, * * * رِكـابُـه الزيفُ في كلِّ القراراتِ !!
تُـصـانُ بـالأنفُسِ الأمجادُ إن طُبِعت * * * تـلـك الـنٌّفوسُ على قهرِ الغواياتِ
وحـلَّـقـت تـمـقتُ الأهواءَ مزريةً * * * لاترتضي الخوضَ في وحلِ الدَّعاراتِ
إنَّـ الـنفوسَ إلى مجلى العلى وثبت * * * حـينَ ارتقت فوقَ تزييفِ الزعاماتِ
فـجـاءَهـا الـمجدُ مطواعًا ليكرمَها * * * مـفـرقـا بـيـن أحـياءٍ, و أمواتِ
قـالـوا: نـهضنا، وأرجلُنا مقطَّعةٌ * * * ولـم نـزل ويـلنا رهنَ النكاياتِ !!
مـاذا صـنـعـنـا لأجيالٍ, بنا بدأت * * * غـيـر التمادي بإشعالِ العداواتِ !!
نـرى بـمـا يـجلبُ الإفرنجُ بغيتَنا * * * ولا نـقـصِّـرُ فـي جلبِ الدَّميماتِ
ونـدَّعـي أنَّـنـا فـزنـا بـنهضتِنا * * * وأنـنـا اليومَ من أهلِ الحضاراتِ !!
ويـحَ الـمـلايـيـن في دنياكِ أمَّتَنا * * * يُـهـمَّـشـون كـأكوامِ النفاياتِ !!
وقـد تـردَّى بـنـا مـجدٌ سعى قُدُمًا* * * عـبـرَ الـعصورِ به أهلأث البداواتِ
مـن بـهـجةِ الرملِ هلٌّوا كالصَّبا أرجًا * * * وكـالـربـيـعِ يُزجِّي طيبَ نفحاتِ
فـأكـرمـوا الـخـلقَ بالإيثارِ: ريِّقُه * * * أمـدَّهـم بـالـنَّـديَّـاتِ الـشَّهيَّاتِ
ومـنـكـبُ الـمجدِ ما لانت مطارفُه * * * إلا لـعـفَّـةِ أربـابِ الـمـروءاتِ
إذ جـرَّدوا الـنَّفسَ من أوضارِ خسَّتِها * * * ولـلـتـرابِ رموا رجسَ الدعاياتِ
مَـن لـجَّ بـالـزيفِ واستعلى بباطلِه * * * فـإنَّـه لـيـسَ مـن نسلِ الأثيراتِ
والـمـجـدُ لـمَّا يلن في الفخرِ جانبُه * * * فـي الـناسِ إلا لأصحابِ الإراداتِ
وربَّ سـاعٍ, إلـى عرشِ العلى عبثا * * * ومـا تـعـلَّـمَ إرقـالَ الـنَّـجيباتِ
و كـدَّ حـتـى كـبـت أقدامُ كذبتِه * * * مـثـل الـبـعيرِ على قُبحِ الجناياتِ
قـد دوَّخـتـهُ الأمـانـي حيثُ أثقلها * * * بـالـغـيِّ والـظلمِ في كِبرٍ, و لذَّاتِ
مـتـى تـؤوبُ لـحبِّ الخيرِ أنفسُنا * * * وتـرتـضي الحقَّ دفعًا للضَّلالاتِ؟؟
مـتـى تُـنـقَّى قلوبٌ من نقائصِها ؟؟ * * * ويُـسـهمُ النٌّبلُ في وأدِ القبيحاتِ ؟؟
أبـعـدَ هـذا الـذي قـد حلَّ يسكرُنا * * * خـمرُ التَّجنِّي، وتسويق الخياناتِ !!
ويـزدريـنـا الـذي بالأمسِ يرهبُنا * * * ونحن في التِّيهِ في ضعفٍ, وأشتاتِ !
أمـشـي وهـاجـرةُ الأوجاعِ تلذعُني * * * وكـم صـيـرتُ على همِّي وعلاَّتي
أدورُ أرقـبُ وجـهَ اللهِ مـحـتـسبا * * * أرجـو إجـابـتَـه عـطفا لدعواتي
بـأن يـردَّ عـلـى أبـنـاءِ جـلدتِنا * * * ثـوبَ الـوفـاءِ لأمـجـادٍ, و آياتِ
يـحلو الوفا {لصلاح الدين} ذا ألقٍ, * * * بـالـمـرهفاتِ على قدسِ الكراماتِ
فـسـيـفُـه الـيومَ أغلى من تدافعِنا * * * عـلـى هُـراءٍ, لإصـدارِ الـبياناتِ
إنـي أقـولُ...ومـلـيارٌ إذا بصقوا * * * عـلـى اليهودِ لضاعوا في الزبالاتِ
حـصـارُهم، والمآسي السٌّودُ تنذرُهم * * * رغـمَ الـتَّـبجُحِ والطغيانِ بالآتي !!
كـأنـمـا آنَ، والـمـوعودُ مقتربٌ * * * واللهُ أعـلـمُ يـاذا بـالـنٌّـبـوءاتِ
لايـرهـبُ المؤمنون الصِّيدُ سطوتَهم * * * ولا تـآمـرُهـم خـلـفَ الستاراتِ
فـهـم يـكـيـدون، والدَّيَّانُ كائدُهم * * * و مـطفئٌ نارَهم رغمَ الرٌّعوناتِ