على مدارج الستين

4.8k
4 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

سـتـونَ مـابـرحـت في قيدِ آهاتي * * * ولـيـسَ يـخـفَى بها مرٌّ الحكاياتِ

عـمـري المديدُ، أو المنهلٌّ من وجعٍ, * * * يـلـقـي على النّفسِ أنواعَ الأذيَّاتِ

عـن أُمَّـتـي فـجـناحاها بلا شممٍ, * * * والـيـومَ قـصَّـهـما سيفُ الملماتِ

وقـصـةُ الـشَّـجوِ لانابي ولا ظُفري * * * تـبـادلا خـدشَـهـا أو وقـدُ لذَّاتي

إنـي جـفـوتُ لـهـا نايا لسامرِهم * * * ومـا جـفـوتُ أمـاسيها الجميلاتِ

ولا اسـتـعـرتُ بروقَ الزَّهو أوسمةً * * * لـرحلةِ الزَّيفِ في دنيا البطولاتِ !!

سـتون إن صدقت في السعيِ أو كذبت * * * فـمـا عـلـيها سوى جمعِ الإفاداتِ

غـدوتُ أعـدو بـها والشِّعرُ يسبقني * * * ويـمـنـحُ الـوُدَّ لـلعاني بحاراتي

وأجـتـنـي الـحقلَ فوَّاحًا لفرحتهم * * * إذا الـمـواسـمُ فـاضـت بالشَّذيَّاتِ

لـكـنَّـه الـحـقـلُ بالأشواكِ زوَّقه * * * هـذا وذاك فـأخـوى بـالـجـناياتِ

كـم مـرَّة رنَّ في سمعي تصارخُهم * * * وخـلـتُـه ثـاكـلا نادى بأمواتِ!!

وكـم بـكـيتُ على قومي تحاصرُهم * * * سـودُ الـلـيـالـي بـآلامٍ, و آفاتِ

وكـم يـحـيِّـرنـي نـأيٌ يـفرِّقُهم * * * رغـمَ الـنَّـوازلِ أيَّـامَ الـلـقاءاتِ

وكـم ضـحـكتُ بشدقي غافلٍ, عبثٍ, * * * عـلـى هُـراءٍ, تمادى في الإذاعاتِ

وقـد عـلا الـشَّيبُ في فوديَّ فاشتعلا * * * مـثـل اشتعالِ الأذى والهمِّ في ذاتي

فـقـمـتُ أجـتـرٌّهـا هِمًّا يعاودُني * * * بـعـدَ انـكفاءِ المنى جمرُ النَّداماتِ

لـمَّـا صـحوتُ وقومي في مناحتِهم * * * عـلـى نـشـيـجٍ, نحيبٍ, أو بطالاتِ

مـاخـانـنـي ألمي إذ عشتُ أجرعُه * * * دمًـا ودمـعًـا جرى في جُلِّ أوقاتي

و رحـتُ أنـعـى أماسيهم فقد حفلت * * * واحـسـرتـاه بـنـكساتٍ, ونكباتِ

وجـئـتُ أسـألُ مَـن مرٌّوا بمقدسِنا * * * عـنـدَ الظَّهيرةِ عن أهلِ المصيباتِ

عـلِّـي أرى دربَـهم قبلَ المغيبِ فإن * * * جـتـنَّ الـظلامُ، فسعيي للدعاياتِ

فـمـا اسـتساغوا وهم أدرى بمسألتي * * * ولا أصـاخـوا إلـى أجلى عباراتي

وقـد تـنـاسَـوا بأنِّي من عشائرِهم * * * وجـرحُهم أحرفٌ من بعضِ مأساتي

وإنـنـي ويـحـهـم أرجو سلامتَهم * * * مـن كـلِّ ريـبٍ, تـراءى بين ملهاةِ

و خـدعـةٍ, حُـلـوةِ الأثـوابِ زاهيةٍ, * * * بـمـسرحِ الوهمِ أو في مكرِ صالاتِ

ولـم يـزل فـي النَّهارِ الحلوِ ينجدُهم * * * قـبـلَ الـفـواتِ أخو عزمٍ, ونجداتِ

مـن كـلِّ إلـفٍ, لـذي مجدٍ, وذي قيمٍ, * * * يـعـافُ فـي طبعِه نكءَ الجراحاتِ

يـدوفُ أحـزانَـه بـالـصَّبرِ ذا جلدٍ, * * * والـحـزنُ أدمـى له أنقى الرواياتِ

وعـاشَ لـولا الأذى المشحون في كبدٍ, * * * بـلا صـريـرٍ, لأقـلامـي وأنَّـاتي

طـوبـى، وطـوبى لمغمورٍ, يقيِّدُه * * * كُـرهُ السَّفاهةِ، بل بغضُ الإثاراتِ

* * ** * ** * *

لـمَ امـتـطاءُ سروجِ المجدِ في زمنٍ, * * * رِكـابُـه الزيفُ في كلِّ القراراتِ !!

تُـصـانُ بـالأنفُسِ الأمجادُ إن طُبِعت * * * تـلـك الـنٌّفوسُ على قهرِ الغواياتِ

وحـلَّـقـت تـمـقتُ الأهواءَ مزريةً * * * لاترتضي الخوضَ في وحلِ الدَّعاراتِ

إنَّـ الـنفوسَ إلى مجلى العلى وثبت * * * حـينَ ارتقت فوقَ تزييفِ الزعاماتِ

فـجـاءَهـا الـمجدُ مطواعًا ليكرمَها * * * مـفـرقـا بـيـن أحـياءٍ, و أمواتِ

قـالـوا: نـهضنا، وأرجلُنا مقطَّعةٌ * * * ولـم نـزل ويـلنا رهنَ النكاياتِ !!

مـاذا صـنـعـنـا لأجيالٍ, بنا بدأت * * * غـيـر التمادي بإشعالِ العداواتِ !!

نـرى بـمـا يـجلبُ الإفرنجُ بغيتَنا * * * ولا نـقـصِّـرُ فـي جلبِ الدَّميماتِ

ونـدَّعـي أنَّـنـا فـزنـا بـنهضتِنا * * * وأنـنـا اليومَ من أهلِ الحضاراتِ !!

ويـحَ الـمـلايـيـن في دنياكِ أمَّتَنا * * * يُـهـمَّـشـون كـأكوامِ النفاياتِ !!

وقـد تـردَّى بـنـا مـجدٌ سعى قُدُمًا* * * عـبـرَ الـعصورِ به أهلأث البداواتِ

مـن بـهـجةِ الرملِ هلٌّوا كالصَّبا أرجًا * * * وكـالـربـيـعِ يُزجِّي طيبَ نفحاتِ

فـأكـرمـوا الـخـلقَ بالإيثارِ: ريِّقُه * * * أمـدَّهـم بـالـنَّـديَّـاتِ الـشَّهيَّاتِ

ومـنـكـبُ الـمجدِ ما لانت مطارفُه * * * إلا لـعـفَّـةِ أربـابِ الـمـروءاتِ

إذ جـرَّدوا الـنَّفسَ من أوضارِ خسَّتِها * * * ولـلـتـرابِ رموا رجسَ الدعاياتِ

مَـن لـجَّ بـالـزيفِ واستعلى بباطلِه * * * فـإنَّـه لـيـسَ مـن نسلِ الأثيراتِ

والـمـجـدُ لـمَّا يلن في الفخرِ جانبُه * * * فـي الـناسِ إلا لأصحابِ الإراداتِ

وربَّ سـاعٍ, إلـى عرشِ العلى عبثا * * * ومـا تـعـلَّـمَ إرقـالَ الـنَّـجيباتِ

و كـدَّ حـتـى كـبـت أقدامُ كذبتِه * * * مـثـل الـبـعيرِ على قُبحِ الجناياتِ

قـد دوَّخـتـهُ الأمـانـي حيثُ أثقلها * * * بـالـغـيِّ والـظلمِ في كِبرٍ, و لذَّاتِ

مـتـى تـؤوبُ لـحبِّ الخيرِ أنفسُنا * * * وتـرتـضي الحقَّ دفعًا للضَّلالاتِ؟؟

مـتـى تُـنـقَّى قلوبٌ من نقائصِها ؟؟ * * * ويُـسـهمُ النٌّبلُ في وأدِ القبيحاتِ ؟؟

أبـعـدَ هـذا الـذي قـد حلَّ يسكرُنا * * * خـمرُ التَّجنِّي، وتسويق الخياناتِ !!

ويـزدريـنـا الـذي بالأمسِ يرهبُنا * * * ونحن في التِّيهِ في ضعفٍ, وأشتاتِ !

أمـشـي وهـاجـرةُ الأوجاعِ تلذعُني * * * وكـم صـيـرتُ على همِّي وعلاَّتي

أدورُ أرقـبُ وجـهَ اللهِ مـحـتـسبا * * * أرجـو إجـابـتَـه عـطفا لدعواتي

بـأن يـردَّ عـلـى أبـنـاءِ جـلدتِنا * * * ثـوبَ الـوفـاءِ لأمـجـادٍ, و آياتِ

يـحلو الوفا {لصلاح الدين} ذا ألقٍ, * * * بـالـمـرهفاتِ على قدسِ الكراماتِ

فـسـيـفُـه الـيومَ أغلى من تدافعِنا * * * عـلـى هُـراءٍ, لإصـدارِ الـبياناتِ

إنـي أقـولُ...ومـلـيارٌ إذا بصقوا * * * عـلـى اليهودِ لضاعوا في الزبالاتِ

حـصـارُهم، والمآسي السٌّودُ تنذرُهم * * * رغـمَ الـتَّـبجُحِ والطغيانِ بالآتي !!

كـأنـمـا آنَ، والـمـوعودُ مقتربٌ * * * واللهُ أعـلـمُ يـاذا بـالـنٌّـبـوءاتِ

لايـرهـبُ المؤمنون الصِّيدُ سطوتَهم * * * ولا تـآمـرُهـم خـلـفَ الستاراتِ

فـهـم يـكـيـدون، والدَّيَّانُ كائدُهم * * * و مـطفئٌ نارَهم رغمَ الرٌّعوناتِ


السابقأحوال
التاليأخت البدر
أضف تعليق