أحوال

6.8k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

غداً أمضي وبعد غد أعودُ ***كأني لا أُرادُ ولا أُريد!

ويثقل في دروب النور خطوي ***وفي هذا الدجى بصري حديد

وما لي قد حنيتُ اليوم ظهري ***وأزعُمُ أنني رجلٌ شديدُ

وأزعم أنَّ ملءَ السمع ذكري ***وذكري مثل صاحبه بليدُ!

وأزعمُ أنني ما زلتُ غضّاً ***وفوق الطوق قد شبّ الحفيد! !

وأمضي كالكفيف إلى مصيري ***وأمضي لا أتيه ولا أحيدُ

وأعجب كيف لا اسطيعُ نُطقاً ***وتحتَ لساني الدرٌّ النضيدُ! !

عتبتُ عليك يا زمنَ الأفاعي ***أتعبثُ في مصائرنا القرود؟

أتحكمنا النذالة والنفايا ***وترسمُ ما تشاء وما تُريد؟

عتبتُ عليك كيف تشل ساقي ***ويَخفقني بدرِّتك العبيدُ؟

تواريني التراب ولستُ ميتاً ***كما واريتني وأنا وليد

لماذا يا عدوَّ الله تبكي ***وقلبُك من فظاظته حديد؟ ؟

ألفناها دموعَ الذل حتى ***سئمنا ما نقولُ وما نُعيد

تجودُ وما علمتُ لديك شيئاً ***تجودُ به، فكيف إذن تَجود؟ ؟

وتعييني الإجابةُ يا صديقي ***فبحر الصمت ليس له حدود

كتبت على جدار الصبر شعري ***فلم يبق الجدارُ ولا القصيد!

وعبدّتُ الطريق فما مشينا ***وبيضتُ الهمومَ وهن سود

وكم أَرّختُ من عطشي فصولاً ***لتزهر في أكفكمُ الورودُ!

وكم أنذرتكم في الصبح جيشاً ***وقلت لكم لقد رجعت يهود!

وتزحف هذه الخمسون نحوي ***أَوَ عدٌ يا جُهينةُ أم وَعيدُ؟ ؟

إليكَ إليكَ يا وطني المفدى ***وأدري أنه قُطع البريد

فلا الزيتون في عيني ذاو ***ولا عِنب الخليل به صدود

عشقتكِ يا جبال النار طفلاً ***ونارُ العشقَ ليس لها خمودُ

أمدّ عليك حين الحرّ جفني ***ويرعشُ حين أذكرك الوريدُ

وحاشا أن أخون العهد يوماً ***وحاشا أن يساورني الجحود

أنحيا كالقطيع ولا نبالي ***ونزعمُ أنه العيش الرغيد؟

وتنسلخ البلاد بساكنيها ***وتُنتهك الحدود فلا حدود

ونمضغ ذلَّنا والعارُ يمشي ***على أكتافنا وله جنودُ

وكيف ألمٌّ يا أبتاه صوتي ***ويخرسُ فوق حنجرتي النشيدُ؟ ؟


أضف تعليق