أرض الجزائر شامة الإسلام *** أرض البطولة والكفاح الدامي
أرض الجهاد على العصور تحطمت *** فيها جيوش الكفر والأصنام
أرض ابن باديس الذي فخرت به *** جمعية العلماء والآلام
أرض الجزائر حدثينا ما جرى *** لبني فرنسا أفصحي بكلام
واليوم دالت للضلالة دولة *** فوق الجزائر من بني الإجرام
جعلوا الجيوش وجندها في أُهبة *** لحصار داعية وسجن إمام
نصبوا أمام الراكعين مدافعاً *** يا ليتها نصبت إلى الأزلام
ملأوا السجون بِفِتيةٍ, لم يذنبوا *** إلا بدعوتهم إلى الإسلام
وتواطأت دول العروبة ويلها *** ويل لها من حالك الأيام
سكتت ولم تنطق ببنت حقيقة *** أهـو العمى؟ أم ذا السكوتُ تعام؟
أترى الهوى أنسى الحقائقَ أمتي *** أم أنها مشغولة بسلام
أم أنها تمسي وتصبح غِرّة *** لم تأخذ التلقين من \" صدّام \"
إخواننا الأكراد لم نسمع لهم *** خبراً من التحريق والإعدام
حتى أتى صدام نحو ديارنا *** وعدا علينا جيشه بظلام
فتكشفت أوراقه في لحظة *** من بعد ما هو فارس الإسلام
يا أمة الإسلام ويحك أنصفي *** من قبل نازلة وقبل ملام
أنا لا أصبٌّ اللوم فوق عصابة *** كلت أياديها من الإجرام
كلا ولست ألوم كل منافق *** أمسى أسير أنيسه ومدام
كلا ولست ألوم عربيداً غدا *** لا فرق بين حلاله وحرام
لكن أسوق ملامتي وتأسفي *** لبني العقيدة سادة الإسلام
أهل اللسان بسحره وبيانه *** أهـل المنابر أو ذوي الأقلام
أسفاه يا جند الجزائر ما لكم *** صِرتم عبيد حثالة أقزام
أنى توجهكم توجهتم لها *** أين العقول وفطنة الأفهام
يا أيها الجند المغّررُ وفّروا *** طلقاتِكم لحماية الإسلام
ما للمدافع وجهت أفواهها *** نحو المساجد غُرة الأيام
أبذا نجازي جامعات خرجت *** جيل الجهاد وصفوة الأعلام
يا أيها الجند الكرام عدوكم *** من يمنع الصبيان من إطعام
يعثو بخيرات البلاد سفاهة *** حتى غدا السكان كالأيتام
فبلادكم زخرت بأنعم ربها *** والخبز فيها يشترى بزحام
من سيَّر الطاغوت فوق رقابكم *** بدلاً من القرآن في الأحكام
يا أيها الجند الكرام عدوكم *** من قتَّلوا الأجداد بالأكوام
أهل الصليب هم العدو حقيقة *** أهـل المعارك سالف الأيام
يا أيها الجند الأفاضل ما لنا *** نستبدل التحقيق بالأوهام
خذ أيها الجيش الكريم نصيحتي *** أنت الجدير بنصرة الإسلام