إضاءة قلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

تتعدد وسائل الدعوة، وتتجدد طرق الابتكار ولكن يبقى (القلم) وسيلة دعوية تصل إلى القلوب عبر (العيون).

إنها إضاءة قلم، على ورق، فما أجمل سواده، وهل هناك سواد يضيء؟

إن الورقة البيضاء لا فائدة منها، ولكن عندما تمتلئ بدموع القلم، تصبح الورقة كنزاً كبيراً.

 

إن الأمة تحتاج إلى أنواعاً من الأقلام التي تساهم في رفع مستوى الأمة، وتنجح في إزالة ظلام الجهل من واقع الناس وفي الطرف الآخر: نرى أقواماً يملكون أقلاماً ولكنها شؤم عليهم وعلى الأمة، فهم يطعنون في الشريعة ويسخرون بالثوابت، وينتقصون الأصول القطعية التي جاءت بها رسالة السماء، وكم في الجرائد من أقلام أساءت لديننا ولنبينا ولمبادئنا، وكم في واقع الانترنت من أقلام نالت من علماء الإسلام وألصقت بهم أسوء الألفاظ وأبشع التهم، وكم في المجلات الهابطة من أقلام هابطة.

 

ورسالتي عبر قلمي:

أن نسخر القلم إلى قيادة الأمة وأن نجعله من وسائل نهضتها، لعلنا حينها نكون من المجاهدين إذ أن القلم (أحد السلاحين).

 

ولازلت أقول:

نعم إنها إضاءة قلم، ولك أن تنظر في تاريخ الإسلام لترى كيف صنعت الأقلام على مر الأزمان فهذا (قلم البخاري) جمع أصح الأحاديث بين دفتي كتاب واحد، وهذا (قلم ابن تيمية) ينطلق بكل قوة في مواجهة البدع والخرافات التي انتشرت بين المسلمين، وهذا (قلم ابن القيم) يسير سيراً عجيباً ليحدث القلوب بأدوائها وأدويتها، ويشرح لك أسرار وعجائب الأرواح فما أعجب ذلك القلم.

وبكل (صدق وصراحة) فإن أقلام العلماء نقلت لنا (إرث سيد الأنبياء)، وأوضحت لنا الشريعة ورسمت لنا (منهجاً لا لبس فيه) وأزاحت (كل شبهة) وردت على (كل ضلالة).

 

 ولا زلنا نحتاج في هذا الزمن إلى (أقلام صادقة) تنشر العلم، وتبلغ هذا الدين، وترد على المبتدع، وترسم الخطى الواضحة لعموم المسلمين. ولا بد أن نوقن بأن في تاريخنا القديم والحديث أقلاماً (سيئة) نشرت البدع، وفتحت أبواب الفساد، وألقت في واقعنا بكل نشاز.

 

 إنها أقلام لأقزام، لم ولن يصعدوا في ذاكرة الزمان، بل لهم من الله كل هوان، ومن الناس السب والشتام. فيا حسرتاه عليهم، ويا بؤس ما صنعوا لو كانوا يعقلون.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply