حارث الضاري

4.2k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

إليه...إلى فضيلة رئيس رابطة علماء العراق الأبرار الشيخ المجاهد الصَّابر أبي المثنَّى حارث الضَّاري - حفظه الله -،

وإلى إخوانِه العلماء العاملين المجاهدين... تحية حب وإكبار و تقدير:

يـتـثـنَّـى عـلـى يـديكَ الإباءُ ** ومُــحـيَّـاكَ عـزَّةٌ و مـضـاءُ

والـبيانُ النَّفيسُ، والقيمُ المُثلى ... **... فـطـوبـى، والـسٌّـنَّةُ الغرَّاءُ

وخُطاكَ الحِسانُ في وحشةِ الدَّربِ... ** تـهـادت مـطـافُـهـا الـعـلياءُ

ومـع الـركـبانِ الحفيَّةِ بالفخرِ ... ** ... أتـتـنـا بـفـضـلِـك الأنباءُ

{ حـارث الضَّاري} والمناقبُ كُثرٌ ** مـالـهـا رغـمَ حـقـدِهـم إخفاءُ

شـيـخُ بـغـداد والـعراقِ المدمَّى ** وحـفـيـدٌ... أجـدادُكَ الـعظماءُ

فـلـكَ الـمـجـدُ وارفا، والمزايا ** ولـكَ الـعـزٌّ شـيـخَـنـا والثَّناءُ

لـكَ مـنَّـا الـتـقديرُ حيثُ نظرنا ** ولأنــتَ الـمـجـاهـدُ الـغـدَّاءُ

ولـك الـحـبٌّ فـي الـقلوبِ ومنَّا ** يُـرفـعُ الـيـومَ لـلـكريمِ الدٌّعاءُ

ولإخــوانـك الأبـاةِ هـتـفـنـا ** يـومَ هـبَّ الـدعـاةُ والـعـلماءُ

بـوركـت وقـفـةُ الضَّياغم تروي ** لـلأعـادي: كيفَ استُثيرَ الفداءُ !!

أيـهـا الـصَّـامدون والكربُ داجٍ, ** تـتـلـظَّـى عـلـى مـداهُ الدماءُ

والـغـزاةُ الأشـرارُ، والحقدُ أعمى ** لـم يـزل، والـمـكـيدةُ الهوجاءُ

والـجـيوشُ التي يجندُها البغيُ ... ** ... وتـرعـى عُـتُـوَّهـا الخيلاءُ

إذ تـولَّـتـهـمُ الـحـقـارةُ كِبرًا ** فـالـمـخـازي لـبـاسُهم والفناءُ

قـد أتـونـا مـثل الأفاعي سمومًا ** نـابُـهـا الـكفرُ و الأذى و الدهاءُ

حـربُـهـم حربُ مَن طغوا وتعالوا ** فـوجـوهُ اعـتـسـافِـهـم ربداءُ

جـلـبـتـهـم أهـواءُ قـومٍ, تخلَّوا ** عـن مـواثـيـقِ أمَّـةٍ, فـأساؤوا

وانـضـووا تـحـتَ رايـةٍ, لـعدوٍّ, ** فـخـضـوعٌ لأمـرِه وانـحـنـاءُ

بـئـسَ تـلك الوجوهُ قبَّحَها اللهُ... ** ... فـأصـحـابُ غـدرِها عملاءُ

فـهـمُ الـمـؤثـرون دنـيا هواهم ** وهـمُ الـخـاسـرون و الـسٌّـفهاءُ

لـن يسودوا، لن يملكوا، لن يناموا ** فـعـلـى جـفـنِ وهـمِـهم أقذاءُ

ركـبـوا كـالـغـزاةِ مـوجةَ حِقدٍ, ** فـخـطـاهـم عـثـورةٌ عـرجاءُ

ورؤاهـم مـثـل الـسَّرابِ تراءت ** فـاحـتـقـارٌ لـشـأنِهم و ازدراءُ

عـانـقـوا الـذٌّلَّ واشتروه كسيحًا ** وبـجـيـبِ الـعـزَّافِ زادَ الثَّراءُ

واسـتـبـاحوا الدَّمَ الحرامَ، وعاثوا ** بـربـوعِ الـعـراقِ، بئسَ الحفاءُ

فـهو الحقدُ و الضَّلالةُ والبغضاءُ ... ** ... والـدَّسٌّ ديـنُـهـم والـهُـراءُ

وهـي الـفـتـنـةُ الـتي تتوخَّى ** أن تـسـودَ الأضـغـانُ والشَّحناءُ

سـابـقـتـهـم إلى المجازرِ كتفُّ ** لـم يـزل إثـمُـهـا لـه إغـواءُ

فـعـلـى الـظـالـمين لعنةُ ربِّي ** وبـأحـمـالِ ويـلِـهـا قـد باؤوا

* * *

فـتـقـدَّم أبـا الـمـثـنَّـى أبـيًّا ** فـلـعـلـيـاكَ يُـسـتـهلٌّ النِّداءُ

وبـهـديِ الـنـبـيِّ جئتَ ففاحت ** فـي مـغـانـي عـراقِـنا الأشذاءُ

لـن تُخيفَ العراقَ عربدةُ البغيِ ... ** ... ولـن يـمـنـعَ الـجهادَ عُواءُ

سـيـولـون عنه مندحرين ارتدَّ ... ** ... غـيُّ عـلـيـهـمُ واعـتـداءُ

فـاجـأتـهـم رغمَ المصيباتِ روحٌ ** فـي الـحـنـايـا تـفـلَّتت و إباءُ

وهـو الإسـلامُ الـحـنـيفُ تجلَّى ** فـي بـنـيـهِ سُـمُـوٌّه و الـوفاءُ

لـن يـهـابَ الـغزاةَ قومي، فمهما ** أمـعـنـوا فـي طـغيانِهم وأساؤوا

سـوف يـلقونَ حتفَهم، ويولٌّون ... ** ... خـزايـا، فـبـئستِ الرقطاءُ

أيـهـا الـشـيخُ والدروبُ نشاوى ** والـمـغـانـي، و للشبابِ اهتداءُ

أنـتَ عـنـوانُ لـهـفـةٍ, بـيديها ** أعـشـبَ الـزَّهوُ، و استُردَّ السَّناءُ

رغـمَ تـيـهِ الآلامِ، رغـم الرزايا ** والـمـنـايـا، مـافـاتـنا الإيماءُ

بـسمةُ المصطفى عليه سلامُ اللهِ... **... أحـيـت مـا يـفـقدُ الضٌّعفاءُ

قــال واللهِ: لاتـخـافـوا عـدوًّا ** ولأنــتـم بـديـنِـكـم أقـويـاءُ

ركـبُـنـا يـرفـضُ التَّقهقرَ مهما ** هــدَّدَ الأقـربـاءُ و الـبُـعَـداءُ

فـاطـمـئـنِّـي يا أُمَّتي ما نكصنا ** أو تـهـاوى مـن الأيـادي الـلواءُ

وعـلـى الـعهدِ لم نزل، وسنبقى ** مـاقـلـتـنـا الـعـزيـمةُ الشَّماءُ

قـد تـدوخُ الـبـلادُ مـن نـكباتٍ, ** ويـثـورُ الأسـى، ويـهمي البلاءُ

وتُـطـلٌّ الآفـاتُ تـأتـي تـباعا ** ويـقـولُ الـفتى: أماتَ الرجاءُ ؟!

لا. تـصـبَّـر. فما طغى ذو عُتُوٍّ, ** وتـنـادى أعـوانُـه الـجـبـناءُ

وتـبدَّى في السَّاحِ منتفشَ الريشِ ... **... لِـكِـبـرٍ, آفـاتُـه عـمـيـاءُ

وتــمــادى. إلاَّ أتـاه قـضـاءٌ ** ومـن اللهِ جـلَّ يـأتـي الـقضاءُ

فـإذِ الـمـجـرمـون فيها كعصفٍ, ** أكـلـتـه الـعـواقـبُ الـنـكباءُ

لـيـس لـلـظـلمِ صولةٌ لم تدسها ** قـدمُ الـصَّـابـريـن فـهيَ وِطاءُ

خـسـئَ الأعـداءُ الـذيـن تداعوا ** فـالـهجوعُ انقضى، و ولَّى الغُثاءُ

وأتـى الـشَّـعـبُ كـلٌّـه يتصدَّى ** لـلـمـسـيـئين، فالأفاضلُ جاؤوا


أضف تعليق