أدعُوكَ للإسلام يا فِرعـونُ! مَهـ * * * ـلَكَ! قِف! تَفَكَّر في المصير! تأمَّلِ!
قَد غَرَّكَ الأَعوانُ مِن \" لُوبي اليهَو * * * دِ \" ومِن نِفَاقِ التائهـينَ الرٌّحَّـلِ (1)
ومِنَ العصَابات التيِ احترفَت سَبيـ * * * ـل المجرمين الظَّالمـينَ الجُـهَّـلِ
قَد غَـرَّكَ الجُندُ العديـدُ أو السِّـلا * * * حُ وكُلٌّ أمـرٍ, بَـعـد ذاك مُـعَـوَّلِ
قَد غَرَّكَ الأعـوانُ مـن دُوَلٍ, تَـدَا * * * عَـت للجريمةِ والغنيمةِ ! فامهَـلِ
والتَّابِعـون لكلَّ صَيَحـةِ مجـرِمٍ, * * * مُستَضعفين على بِسَـاطِ مُـمَـوِّلِ
قَد غَرَّك الضعفـاء! كم أذللتَهُـم * * * بَين الوعـود الكاذِبـات المُحَّـلِ (2)
فَنَما الغُرورُ بِكُلِّ عِرقٍ, مِنك واشـ* * * ـتَدَّت نَوازِعُ كِبـرِك المُتَـأَصِّـلِ
كِبـرٍ, يُغَشِّى ناظِرَيـكَ وفـتـنَـةٍ, * * * مَلأت فُـؤادَكَ بالضَّلال المُعضِـل(3)
مَا عُدتَ تُبصِرُ عِبرةَ التَّارِيخ والـ * * * ـسٌّنَنَ التي تُروَى بِذكـرٍ, مُـنـزَلِ
انظر إِلى \"فِرعَونَ\" واَلمـلأ الـذي * * * يَطغى وفتنَةِ ظـالـمٍ, مُستَـرسِـلِ
أملى له الجَبّـارُ حِيـنـاً ثُـمَّ لـم * * * يُفلِـتـهُ مِن قَـدَرٍ, أشَـدَّ وأمـثَـلِ
أَينَ الجُنودُ؟! وأينَ أَعوانُ الطٌّغـا* * * ة؟ ! وأينَ طاغٍ, بَينَهُـم ومُـدَجِّـلِ
هَلَكُوا جَميعاً والطغـاةُ و حَشدُهُـم* * * عَبرَ الزَّمـان على عـذاب أثـقَـلِ
وتراهُـمُ يـومَ القيامَـة في جَهَنَّـ * * * ـمَ خَالدِيـن على لَهيـبٍ, أنـكَـلِ
كُلُّ سَيقدُمُ قَـومَـهُ فِيهـا فَـيُـو * * * ردُهُم عذابَ النَّارِ شَـرَّ المَـوئِـلِ
*** * ***
فانظر لِنفسِكَ ! لا نَجـاةَ لِظـالـمٍ, * * * وانظُـر لِفِعلكَ ما جَنيـتَ وأَقـبِـلِ
وانظر حَوالَيكَ الضَّحايا: مِن يَتـا * * * مـى أَو شيوخٍ, عاجِـزينَ وثُـكّـلِ
ومن الطُفُولـة قَد دَفَنـتَ حَنِينَهـا * * * مِن بَينِ أكوامِ البـنـاءِ وجَـنـدَلِ
ومن الطُفُولَةِ قد طَـوى أشواقَهَـا * * * وقَضَى عَلَيها كُـلٌّ دَاءٍ, مُـعـضِـلِ
ومِنَ النساءِ قَدِ اغتُصبنَ وقَد فَرَر * * * نَ إِلى فَـضَـاءٍ, واسِـعٍ, مُتَـحَـوِّلِ
ومِنَ الرِّجـالِ تقطّعَت أشلاؤهَـمُ! * * * وتَناثَـرَت في كـلِّ وادٍ, مُـهـمَـلِ
ومِنَ الملايِـين الجِيَـاعِ نَهَبتَهـا * * * ورَمَيتَهـا نَهـبَ الفَنـاءِ المُعجِـلِ
ومِنَ الفَسَادِ، مِنَ الفَواحِش، كم نَشَر * * * تَ بكلِّ أَرضٍ, قَد بَلَغـتَ ومَـدَخَـلِ
ومِنَ الدِّيارِ غَصبتَها وطَرَدتَ أهـ * * * ـلِيها لِخَاطِـرِ مُفتـرٍ, مُـتَـقَـوِّلِ
المسجدُ الأقصى! وتلك جـريمَـةٌ * * * مَازِلتَ تُتبِعُهـا بظـلـمٍ, أشـمَـلِ
حَسبُ الجرائِمِ ما فَعَلـتَ بأهلهـا * * * مِن كُلِّ فَتـكٍ, في النفـوسِ مُزَلِـزلِ
في كُلِّ أَرضٍ, في البَسيطـة مِنكُـمُ * * * فِتَـنٌ وشَـرٌّ جَريمـة وتَغَـلـغُـلِ
يا بُوشُ! مَهلَكَ! لم تَزل تلكَ الدما * * * ءُ تصيُح: وَيلَكَ من عـذاب مُقبـلِ
ما بين دجلـة والفـرات جرائـم * * * ومجـازر من كـلِّ هَـولٍ, مُـذهـلِ
وعلى ربُى \" أفغـانَ \" أَيٌّ جَريمـةٍ, * * * صَنَعـت يـداكَ وأيٌّ كبـر مُوغِـلِ
في كـلِّ أرضِ من يديـك جريمـةٌ * * * كبـرى ودعـوى مُفتَـرٍ, ومُضَلِّـلِ
يا جورج! مهلك! قد ملأت الأرضَ من * * * هَـولِ الفواجـع والبـلاء الأَنكـلِ
من كان ينسى \" ناجَزاكي \" أو هِرو * * * شـيـمـا وكـلِّ قـصـفٍ, أهـوَلِ
ورجـالَ أفرِيقيا تُسَاقُ حُشُودهُـم * * * بَينَ السَّـلاسِـلِ والهَـوانِ الأثقَـلِ
وهُنَـودُ أمريكـا تُبـادُ جُمُوعُهُـم * * * مـا بَينَ تَشـريـدٍ, يُـدارُ ومَقتَـلِ
في كُـلِّ أرضٍ, في البسيطة فِتنَـةٌ * * * ودَويٌّ إِرهـاب الطـغـاة ومِعـوَلِ
وهَـلاكُ أسلحَـةِ الدَّمار جَميعهـا* * * تَهـوي عَلى شَعـبٍ, هُنالكَ أَعـزَلِ
فانظُر لِنَفسِكَ! أَيٌّ مَنجى تَرتجي؟! * * * والظّلـمُ بَينَ تَصَـاعُـدٍ, وتَـزَيٌّـلِ
هذا هُو الإِسـلامُ يَفتَـحُ صَـدرَه * * * للتائبـيـن الصَّـادِقـين المُـثَّـلِ
فافزَع إلى الإسلام! لا مَنجى بِغَيـ * * * ـرِ هُداه، والزَم شَـرعَـه وتَقَبَّـلِ
إِنّي دَعَوتُك! هَـل تُجيب؟ وإنَّمـا* * * اللهُ الذي يَهَـدي العِـبـاد ويبتَـلي
*** * ***
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الرٌّحّلِ: الذين يتنقّلون بنفاقهم من زعيم إلى زعيم ومن بلد إلى بلد.
(2) المُحَّل: المجرّد من اللحم.أي وعود لا وفاء لها ولا عطاء.
(3) المعضل:الذي لا شفاء له ولا حلّ له.