فـتّـشـت عشق الواجدين وحزنهم ** ونـبَـشـتُ هـمّ قـلـوبهم لما دَهم
ورأيـت عين الجائعين إلى الرغيف ** كـقـلـب طـفلٍ,، جوعُه نبش الألم
ورأيت أسرى الحرب في سجن العدى ** والـذلّ يُـحـبـطـهـم بكيدٍ, منتقم
ورأيـت لـيـل الخائفين من النوى ** ومـن الـتـشـرد والـظلام المدلَهِم
ورأيـتُ، إنـي قـد رأيتُ الكون قد ** سُـكِـبـت بـه ظـلاّمه، فالظلم عمّ
مـا مـرّ عـندي مثل دمعي أي دمع ** أو تـجـرأ فـوق هـمّـي أي هـمّ
* * *
لـيـلٌ تـمـادى غـيّـه، فـأذابنا ** فـي حـلـكة قد زادها في النفس غمّ
نـفـس يـدمـرها الأسى، وعيون ** قـلـبٍ, في النوى محمرّة بخضاب دم
وفـضـاء روح مـغـلـق بسواده ** وجـنـون نـفـس مـضّها غمُّ وسم
تـبكي القلوب بلا دموع في الضلوع ** وكـل ضـلـعٍ, في حنايا الصدر رمّ
* * *
يـا غـربـة، يـا وحشة، في بردها ** كـرصـيـف إسفلتٍ,، عليه الثلج عمّ
الـبرد يخترق الحشى، والريح تصفر ** فـي شـرايـيـنٍ, غدت من غير دمّ
مـا عدت أعرف أين أصدح بالهموم ** وكـل هـذا الكون عن شكواي صمّ
أحـتـاج قـلـبـاً عامراً بالدفء ما ** أحـتـاجـه، في غربتي، هو قلب أمّ
* * *
مـالـي أرى الأنـصار شتت شملهم ** عـنـد الـوقـيعة يوم ذاك النقع حمّ
ورأيـتـنـي بعد انفضاضهمُ مهيضاً ** فـي مـهـبّ الـريح أو في موجِ يمّ
مـن ذا الـذي إمّـا مـدحتُ سررتًهُ ** وإذا نـسـيـت المدح يوماً قال: ذمّ
أيـن الـذيـن إذا تـكـلـم طـفلهم ** بـزّ الـرجـال بـكيفِ قوم دون كمّ
مـا عـاد يـجـديـني الكلام وإنني ** إذ أخـرس الـكـلماتِ ماءٌ ملء فمّ