من للمساجد يا عراق ؟!

2.3k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ماذَا يقولُ (الدانِمَركُ) وقد رأَوا * * * مِن قومِنا ما فاقَ هاتيكَ الجَرائم(1)؟

لم يحفظوا وُدّاً لِذي نَسَبٍ, ولا * * * دِينٍ,، وعاثوا بالمساجد والمحارِم

واستظهروا الحقدَ الدفينَ ولم يرَوا * * * بإهانةِ القرآنِ مِن تأثيمِ آثِم

لا عُجبَº فالقرآنُ ليس كتابَهم * * * فكتابُهم يَدعُونَهُ (قرآنَ فاطِم)

حَذَقوا فُنونَ الغدرِ، خانوا أمةً * * * قد صاغها المولَى لتصمدَ للقواصِم

فَبِعزَّةِ المولَى أَفِدني! ما جرَى: * * * إن لم يكن كفراً فماذا أنتَ راجِم؟

ما كانَ ذا مِن مؤمنٍ, مِن أهلِنا * * * أبداً، ولكن فِعلَ مَن للنارِ خادِم

دَعهم فقد كُشِفَ الغطاءُ ولم يَعُد * * * من ساترٍ, يُعمي على غُفلٍ, وواهِم

بانوا كما ظُنٌّوا مجوساً، نارُهم * * * تفنَى، ويبقَى الحقدُ في تلك الجماجِم

* * * * * * *

مَن للمسَاجِدِ يا عراقُ وقد غَدَت * * * نُهبَى المجوسِ وطُعمةً تُغري البهائم؟

عَجَباً لهم! أوَ يحسَبونَ الأمرَ أضـ * * * ـحَى مُلكَهم والدهرَ للنيرانِ راغِم؟

أم يحسَبونَ جحافِلَ الإفرَنجِ تحـ * * * ـمِي إفكَهم، ونظلٌّ نهدِلُ كالحمائم؟

أفَما يَرَونَ (الأمرِكانَ) وقد غدَوا * * * في حَيصَ بَيصَ يَؤُزٌّهم صوتُ الضراغِم؟

ما يفعلونَ غَداةَ ينهزِمُ الفِرَنــ * * * ــجَةُ أو يطيرُ الوهمُ في آتي المواسم؟

هم يَعرفونَ ذُنُوبَهم عَدّاً، ولا * * * يَخفَى على حُرٍّ, أسَى وَغدٍ, وهائِم

حُبٌّ النبيِّ وآلِهِ دِينٌ يقو * * * دُ إلى الهُدَى لا للشنائعِ والجرائم

حُبٌّ النبيِّ وآلهِ صِدقٌ ومَحـ * * * ـضُ حقيقةٍ, لا بادِّعاءٍ, أو طلاسِم

مَن أنتُمُ لو لم يُعِذكُم غاصِبٌ؟ * * * ما أنتُمُ لو لم يكُن في الدارِ جاثِم؟

سَعَّرتُمُ نَارَ المجوسِ وفيحها * * * وفتحتُمُ أُفُقاً من التثريبِ قاتِم

لم يكفِكم جَلبُ العدوِّ جهارةً * * * حتى وَلَغتُم في الدماء بغيرِ حاجِم

* * * * * * *

يَا أيها الـمُوفُونَ عهدَ عدوِّهم * * * والخائنونَ لكلِّ سَجَّادٍ, وقائم

لن تُفلِحوا أبداً ولن تَجنوا الذي * * * تَرجُونَهُ، حُلمَ الأبالسةِ السوائم

إنَّ المساجدَ للذي خلقَ السما * * * واتِ العُلا الجبَّارِ، خَلاَّقِ العوالِم

إنَّ المساجِدَ من رياضِ الجَنَّة الـ * * * ـعَلياءِ في أفنائها تُبنَى المكارِم

فيها رجالٌ يعبدونَ اللهَ لا الـ * * * أمواتَ، بينَ مُسَبِّحٍ, منهم وصائم

يا أيها الهِيمُ البغاةُ مَنِ الذي * * * قد ساقَكم سَوقَ المجانينِ البهائم؟

تَشكو المساجدُ ضِغنَكمº وسُعارُكم * * * حقداً يُصَبٌّ بحِنكةِ العُلجِ الأعاجم

لا يجتني هذي المآثمَ مسلمٌ * * * أبداً ولو شَذَّت به غُلُقُ المفاهِم

فتدبروا القرآن: هل في آية * * * نَدبٌ إلى هدمِ العواصمِ بالقواصم؟

إلاَّ إذا كانت ضِراراً مُعلَناً * * * تدعو إلى كفرٍ, بَوَاحِ القصدِ آثِم؟

* * * * * * *

يا أيها الماضونَ في غَلوائهم * * * عودُوا إلى دينِ النبيِّ وآلِ هاشِم

ما كان دَأبُهُمُ الفسادَ وما جنت* * * أيديهِمُ يوماً على حِلٍّ, وحائم

صلى عَلِيُّ خلفَ صِدِّيقِ الهُدَى* * * وعلى خُطَى الفاروقِ قد شدَّ العزائم

ولِصاحبِ النٌّورَينِ عاشَ مُسَدِّداً* * * ما كان يصرفُهُ عن التسديدِ ناقم

ما كان منكوساً ولا متأوِّلاً * * * أو باطِنيّاً قَينَ طاغيةٍ, وظالِم

قَد عاشَ للإسلامِ غَيرَ مُنازَعٍ,* * * ما كان جَبَّاراً ولا خِبّاً مُساوِم

فَدَعُوا ادِّعاءَ طريقِهِ! ما كانَ مِن* * * أهلِ الخَنا أبداً ولا عينَ المهاجِم

----------------------------------------

(*) مدير تحرير مجلة (آفاق ثقافية) afaqmagazine@hotmail.com.

(1) سِيقَ الشاعر إلى زيادة سبب خفيف (-5) على وزن القصيدة دون قصد، ولعل مردَّ ذلك لهول ما يجري في العراق من انتهاك لحرمة المساجد، وتحريق للمصاحف، وقتل متعمد لأهل السنة والجماعة أتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وصحبه وأهل بيته، فعجز البحر الكامل ـ على وَسَاعته ـ عن استيعاب صور أهوالٍ, لم يشهدها العراق منذ عهد هولاكو، والمؤسف حقاً أن الهولاكيين الجدد يدَّعون انتسابهم للإسلام!


أضف تعليق