أَرَاكَ فِي مُنتَدَى الآفَاتِ مُعتَكِفُ *** وَقَد أَتَاكَ أَخُـو لَهـوٍ, وَمُنحَـرِفُ
وَسِرتَ تَسبَحُ فِي بَحرِ الهَوَى ثَمِلاً *** وَالمَوجُ خَلفَكَ وَالأَهـوَالُ تَنكَشِفُ
وَأَنتَ كَالحوتِ مَغمُورًا بِـلاَ وَطَرٍ, *** كَأَنَّ فِكرَكَ لَم تَمكُث بِهِ الصٌّحُفُ
وَلاَ قَرَأتَ كِتَـابًا قَـطٌّ مُعتَـدِلاً *** وَلَـم يَمُـرَّ عَلََى أَذهَانِكُـم شَرَفُ
وَتَرتَقِـي سُلَّمًـا آفَاتُـهُ انكَشَفَت *** وَبَانَ فِي طَيِّهَا المَضمُونُ وَالهَدَفُ
فَـإِنَّ فِي مُنتَدَى الأَلعَابِ صَاعِقَةً *** ظَلاَمُهَا عَن ظَلاَمِ اللَّيـلِ مُختَلِفُ
أَمَا تَرَى فِتيَـةً غَاصُـوا بِلُجَّتِـهِ *** فَارتَـجَّ كُلُّ وَ كُلُّ كَانَ يَرتَـجِفُ
فَأَصبَحُوا وَظَلاَمُ اللَّهوِ يَصحَبُهُـم *** وَضَاعَ فِي مُنتَـدَاكَ البَاءُ وَالأَلِـفُ
فَكَيفَ لاَ وَسُمُومُ الشَّرِّ قَد سَكَنَت *** بِالمُنتَدَى وَ هِلاَلُ الكَونِ مُنكَسِفُ
فَانظُر لِخَلفِكَ تَلقَ الجَهلَ مُنتَشِـرًا *** وَالاختِلاَطَ بَـدَا وَالضِّدَّ يَنصَرِفُ
وَالكَاشِفَاتِ وُجُوهَ الخِزيِ فِي دَعَةٍ, *** يَرقُصنَ مِـن فَـرَحٍ, وَالمُبتَلَى دَنِفُ
مَزَخرَفَـاتٍ, بِـأَلـوَانٍ, مُشَكَّلَـةٍ, *** كَأَنَّهُـنَّ مَـعَ التَّسرِيحَةِ التٌّحَـفُ
فَتِلكَ حَالٌ مِـنَ الدٌّنيَا إِذَا بَرَزَت *** هَـوَى بِلُجَّتِهَـا مُستَهتِـرٌ خَرِفُ
فَتُب إِلَى اللهِ مِن لَهـوٍ, وَمَسخَـرَةٍ, *** فَإِنَّّ دُنيَاكَ يَـا مَغـرُورُ مُنعَطَـفُ
إِمَّا إِلَى جَنَّـةٍ, طُوبَـى لِسَاكِنِهَـا *** أَو ِالجَحِيـمِ وَمَا فِي قَعرِهَـا طَرَفُ
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد