رَبَّـاه عَبدُكَ مَغمُـوسٌ بِأَوزَارِ *** مُكَبَّـلُ الفِكـرِ مَغلُـولٌ بِأَكدَارِ
وَالمَوجُ يَقـذِفُهُ مِن كُلِّ نَاحِيَةٍ, *** وَسَاحِلُ البَحـرِ مَحفُـوفٌ بِأَخطَارِ
كَم تَاهَ فِي دُنيَةٍ, شُـؤمٌ عَـوَاقِبُهَا *** وَغَـاصَ فِـيِ زِينَةِ الدٌّنيَـا كَمُحتَارِ
كَأَنَّهُ قِشَّةٌ فِي الأرضِ قَـد تُرِكَت *** تَدُورُ بَيـنَ رَحَـى رِيـحٍ, وَإِعصَارِ
رَبَّاهُ كَم نِعمَةٍ, عَنِّي قَـدِ ارتَفَعَت *** بِشُؤمِ ذَنبِي وَمَا قَدَّمـتُ أَعـذَارِي
تِلكَ السَّحَابُ الَّتِي عَاشَت تُدَاعِبُنَا *** دَهـرًا طَوِيلا وَلَـم تَبخَـل بِإِدرَارِ
قَدِ اختَفَت عَن سَمَائِي لَم أَجِد أَثَرًا *** إلا النَّـذِيـرَ بِإِفـلاسٍ, وَإِقـتَـارِ
رَبَّـاهُ عَـفـوًا وإِحسَانًا وَمَغفِـرَةً *** فَلَستُ أَقـوَى عَلَى التَّأدِيبِ بِالنَّارِ
يَا أُمَّةَ الدِّينِ تُوبُوا وَاخلِصُوا عَمَـلا *** وَادعُوا الرَّؤُوفَ بِإِصبَـاحٍ, وَأَسحَارِ
صَلٌّوا الصَّلاةَ بِقَلبٍ, ذَابَ مِن خَجَلٍ, *** فَـالذَّنبُ يُـؤذِنُ فِي الدٌّنيَا بأَغيَارِ
وَالجَدبُ عَمَّ بِلادًا كَـانَ يقطُنُهَا *** مُزنُ السَّحَابِ كَمِثلِ الظِّل فِي الدَّارِ
لَولا الذٌّنُـوبُ لَمَا فَـرَّت سَحَابَتُنَا *** وَلا ابـتُـلِيـنَا بِإِعصَـارٍ, وَإِعسَارِ
أُمٌّوا المَسَاجِدَ وَاستَسقُـوا فَبَارِئِكُم *** رَبُّ رَحِيمٌ بِـنَا - سبحانه - البَـارِي
لَولاَ البَهَائِمُ وَالأَطفَالُ قَـد رَضَعُوا *** كَـذَا الشٌّيُوخُ وَضَعفٌ فِيهِمُو سَارِي
لَذَاقَ كُلُّ عَذَابَ الخِزيِ فَارتَدِعُوا *** أَمِ القُلُوبُ قَسَت أَضحَت كَأَحجَارِ
فَسَارِعُوا يَـابَنِي الإِسـلاَمِ وَامتَثِلُوا *** أَوَامِـرَ الشَّرعِ وَاستَسقُـوا بِإِصرَارِ
دَعُوا الدٌّمُوعَ عَلَى الخَدَّيـنِ سَائِحَةً *** سَلُوا الإِلـهَ سَلُـوهُ مَحـوَ أَوزَارِ
ثُمَّ انظُـرُوا نَظرَةً فِي غَيرِ سَاحَتِنَـا *** تَـرَونَ كُـلَّ بَلاءٍ, هَـائِـجٍ, ضَـارِ
مَـوتٌ وَ فَقـرٌ وَ زِلزَالٌ يُزَلزِلُهَـا *** - سبحانه - خَفَّفَ الأَضـرَارَ عَن دَارِي
صَلَّـى الإِلهُ عَلَى طَـهَ وَعِتـرَتِـهِ *** وَالصّحـبِ طُـرًّا وَمَن يَقفُـو لآثَارِ