بأبي وأمـي كيـف لا أفديـك إذ ** بـدا القتـال ودقـت الاطـبـال
وتطاولت عصب الكلاب وأنفثـت ** مـن كـل سـم ناقـع روغــال
كـذبوا ولو صدقـوا لقالـوا إنـه ** سحر الوجود فهل يعاب كمـال!
خير البرية رغـم أنـف أنوفهـم ** حـاشا لمثلـك أن يسـيء مقـال
فالقول دونك في المديح وإن عـلا ** ولشسـع نعلـك تسقـط الأقـوال
فـليخسئو ا، ولبئس ما جاءت به ** صفـر الوجـوه الخسـة الأنـذال
الراتعـون مـع الشيـاه كأنـمـا ** شاهت وجوه الغرب فهي سِمـال
شـر البريـة يـا أشـر خليفـة ** خجلـت لمثـل فعالهـن بـغـال
أحضارة الدجل السخيـف أهكـذا ** تؤتـى المكـارم بئسمـا الأفعـال
أخزى الذي سمك السماء بناءكـم ** يـا أيهـا السفهـاء والأنــذال
أحلامَ هرطقـة، وخسـةَ قاصـر ** رسـم الحقيـر وشبـه المحتـال
لا لـيس في رسم الخسيس بلاغـة ** إن البلاغـة فـي الحبيـب تقـال
فهو الكريم إذا الكـرام تصاغـرت ** عند الزحـام، وعـزت الأحمـال
وهو الفصيح إذا الفصاحة أحجمت ** سالـت بعـذب حديثـه الأقـوال
ولذكـره كـان الغـدوّ رياضنـا ** ومـع الغـدو تمازجـت آصـال
يـا أيها المختـار حسبـك رتبـة ** مـهما تعملق لـم يصلـك خيـال
فالكـل خلفـك واجميـن كأنهـم ** كـبتـوا تشـد عقولهـم أحـبـال
خيرت بين الخمر و اللبـن الـذي ** فطرت عليه، من الورى الأجيـال
فاخترت فطـرة أمـة لمّـا تـزل ** خير القـرون وإن بغـى القـوال
وبنيت للإسـلام صرحـا شامخـا ** طال السماك فكيـف ذاك يـزال!!
أضحت به بغداد نجمـةَ عصرهـا ** ضاءت إذا غرب الجنـوب شمـال
ومشى السحاب لكي يفارق أرضها ** فمشـت تـوازي ظلـه الأجبـال
وتتابـع العلمـاء حتـى أزبـدت ** سـوحـ البطـاح فحملهـن ثقـال
ذاك ابن سينـا والفرابـي الـذي ** لو زيـن زانـت عشـرَه الأثقـال
ولـدحية الكلبي - إذ بسطـت لـه ** شم القياصـر كبرهـا الأمثـال
لغسلتُ دون الكعب، لو سنحت لنا ** لـقيا الأمين وفـي اللقـاء جمـال
أقـرئ نبيـك يـا دحيـة أنــه ** حـان الزمـان وملكنـا سيـزال
سيصير ملك محمـد فـوق التـي ** دعيت لفهـم القاصريـن حيـال
سيزول ليل الظلم حتـى تنضـوي ** كل الكنـاس وتختفـي الأدغـال
ويعم كـل الكـون عـدل محمـد ** ويذوب بغـي، تنتهـي الأهـوال
يـا سيدي ما إن رمـوك بسهمهـم ** حتـى تدافـع للوغـى الابطـال
فالصافنات من الجياد على الـذرى ** قـد اسرجـت، وتقـدم الخيـال
الا الملوك لبئـس مـا ردت بـه ** تلك الملوك، ففي الـردود هـزال
لا خير فـي امـم يهـان نبيهـا ** تاتي وتسأل هـل يجـوز قتـال!!
يا امة المليار هـل مـن غضبـة ** تفني الملـوك، كأنهـا المرجـال
تـجتـث شأفـة وشافـة نسلهـم ** حتى يزول مـع الـردى الدجـال
ويـعـود للمجـد التليـد بـهـاؤه ** فمـع الإبـاء تحـقـق الآمــال
يا أيها الغرب الكسيـح رويدكـم ** لا لن يغطـي شمسنـا الغربـال
إنـا قـدحنـا بالزنـاد نفوسـنـا ** فاستنفرت شـررا بنـا الأوصـال
وتضاعفـت أحقادنـا حـتـى إذا ** حمي الوطيـس أتاكـم الزلـزال
سـنهز عرش الكفر نكسـر أنفـه ** هذي الجمـوع يقودهـا الرئبـال
هذي الجموع تدافعت نحو الـردى ** تـفدي الحبيـب نفوسهـا والمـال
وتعالت الرايـات تعلـن زحفهـا ** للنصـر يعلـو فوقهـن هــلال
مـن قبة الإسراء تنسـج عزمهـا ** لتـذود بالعـزم الفتـي نـصـال
ونريق من دمنا الكريـم جـداولا ** نعم الدمـاء فـداك حيـن تسـال
دقت به جنـد العقيـدة حصنهـم ** فمشـى النعـي يقـوده الإعـوال
والسمهري بهـا يغـذ خطوطـه ** فهـوت عـرش حطمـت أغـلال
وتقهقر الأسطول أسطـول الخنـا ** والبوش يصرخ ان هلـم تعالـوا
وتناقص الشيطان لا يلـوي الـى ** مـا قـد دعـا وتقطعـت أحبـال
وتشرذموا فرقـا تجـر خيولهـم ** أذيــال نكستـهـم، وال مــآل
لا تفرحـوا إمـا فطنتـم إنـمـا ** سنجـز رأسـا..يقلـب التمثـال
ويـباع في سوق النخاسة بوشكـم ** حتـى تـدوس جبينـه الأطفـال