يَا عَينُ جُــودِي بِدَمــعٍ, مِنكِ مُنسَــكِبِ *** وَابــكِي عَلَى الفَضــلِ وَالأَخـلاقِ وَالأَدَبِ
وَاستَفرِغِي الدَّمعَ لا تُبقِيهِ قَد عَظُمَت *** مُصِيبَةُ الكَــونِ سُبَّ المُــطَفَى العَـرَبي
سَبٌّــوا نَبيَّ الهُــدَى وَاستَهزَؤُوا عَلَــنًا *** بِالهَــاشِمــيِّ المُفَــدَّى طَــاهِرِ النَّسَبِ
سَبٌّــوهُ وَاستَهزَؤُوا وَاستَمطَـرُوا غَضـَبًا *** فَليَــرقُـبــُوا عَـــن قَـرِيــبٍ, ثَــورَةَ الغَضَبِ
يَــا وَيــحَهُــم أَيٌّ جُـرمٍ, قَــد أَتــوهُ أَمَـــا *** لِلحــِقــدِ حــدُّ وَزُورِ القَـــــولِ وَالـكَـــذَبِ
يَــا وَيــحَهُم أَينَ مَـا كَانُــوا إِلَيـهِ دَعَـــوا *** في مجلِسِ الأَمنِ مِن سِلمٍ, وَمِن رَحَبِ
أَيــنَ الحِــوَارَاتُ أَم أَيــنَ القَـــرَارَاتُ أَم *** أَيــنَ الــوُعُــودُ التي صِـيغَت مِنَ الذَّهَبِ
أَم أَنـــها دُولَــةٌ بَـيـنَ اليَـهُــــودِ وَمَـــن *** أَمسَى عَلَى دَربِهِــم مِن عَابِدِي الصٌّلُبِ
تَبًّــا لــهـا مِــن حِـــوَارَاتٍ, وَتَبّـــا لَـــــهُ *** سِــلــمًـــا يُــدَانُ بِـــهِ إِلا مَـــعَ العَـــرَبِ
بِالأَمــسِ أَبــدَوهُ تـحــقـِيـقًـا لِمَصلَحَةٍ, *** كَــانَـــت تُــدَارُ وَأَخفـَـوا غَيــضَ مُــرتَقِبِ
وَاليَومَ فَــاهُـــوا بمـا تُخفِي صُدُورُهُمُ *** مِــن إِحــنَــةٍ, زَالَ عـــَنـهَـا مُظلِـمُ الرِّيَبِ
الحِقــدُ قَد بَــانَ وَالبَغضَــاءُ قَد ظَهَرَت *** وَالكُـرهُ قَد شَبَّ في الطَّاغِينَ كَالجَرَبِ
يُمـسِي بِبَلــدَةِ أَوغَـــادٍ, وَيُـصبِــحُ قَــد *** أَلقَى بِأُخـــرَى رِحَــالَ القَصـدِ عَن كَثَبِ
أَغـرَى بـِهِ سَــاسَــةُ الأَبقَـــارِ إِخوَتَهُم *** فَاستَجمَعُوا النَّطحَ في هَرجٍ, وفي صَخَبِ
لم يَرقُبُــوا مَـــوثِقًــا فِينَا وَمَــا اكـتَرَثُوا *** يَـــومَ استَــخَفٌّــــوا بِـــدِينٍ, أَو بِعِرضِ نَبي
لَــكِــن لــَنَـــا اللهُ مَـــولانَــا نُـــؤَمِّـــلُهُ *** عِندَ الرَّخَـــاءِ وفي الــشِّـدَّاتِ وَالنٌّــــوَبِ
رَبًّــا يَغَـــارُ وَمَـــن يَـطــلُــبـهُ يُدرِكهُ لا *** أَرضٌ تَــقِـيـــهِ وَلا قَــصـــدٌ إِلـى هَــــرَبِ
وَهــوَ الحَـسِـــيـبُ وَكَــافِينَـا وَنَـاصِرُنَا *** في كُلِّ خَطــبٍ, فَلا نَــخشَى مِنَ الغَلَبِ
اليَومَ نَبكِي بِـدَمـــعٍ, سَـــاجِــمٍ, وَغَــدًا *** قَــد يَضحَكُ الدَّهرُ مِـن أُنسٍ, وَمِـن طَرَبِ