غضبة صبح

2.7k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بصبحٍ, شاهِقِ الأنفاسِ عاثَ بداخلي جَدبـَـا

و عاثَ الكَربُ - مالِـئـهُ -

سهوبًا

بعَضَ إطراقٍ,

أضلَّ الماءَ و السٌّحُبا.

بصبحٍ, شائخٍ, قَشِبٍ,..

رميتُ إليه قافيتي..

نمصتُ بقسوتي الحُجُبا..

عَمَدتُ إليهِ أسألُهُ

فردَّ مقطِّبًا غَضِبا:

\" أما عثرت حروفُ الشِّعرِ عن أسبابِ نائبتي

أما عثرت على سببٍ,

و لا عَرَفَت لِذا سببا؟! \"

* * *

و ضاقَت فُوهَةُ الإشراقِ ضيقًا شاحبًا جَرِبا

وجُنَّ الليلُ في حَزَنٍ,

فحلَّ العَتمُ مُنسكِـبَــا

و بتٌّ أقلِّبُ الأشواكَ و الأحجارَ و الحَطبـَـا..

أدوِّرُ ناظري بحثًا لعلي ألمَحُ السببا.

و أُلقي السمعَ...

ذاكَ الصوتُ آلفُهُ

يشابه صوتَ من ندبت

يُشابه صوتَ من شجبا!!

و ليس الصوتُ إلا صوتَ تلكَ النارِ تحرقه

و صوتَ الصمتِ يشربها..

و صوتَ الداخلِ الإنسانِ يشكو: \" أشتهي العِنَبا! \"..

و صوتَ قبيلةٍ, قُصِفَت

وصوتَ مجاعةٍ, كبرى

و صوتَ جميعِ ما يجري و من يُسبى!!

* * *

و أخلُدُ في شقاءِ الليلِ ألقى بعدها نَصَبا..

فلا نومٌ بهِ أمَنٌ..

و لا حُلمٌ بهِ عدنٌ

و لا إيواءُ دارِ الناسِ يكفيني لظى تَعبٍ,

فيُلقي خارجي التَّعبا!!

فأحلُمُ أنها حربٌ

و جُندٌ مُرِهبٌ ملعونُ سار بركبِهِ خَبَبَا!!

و أن نساءَ بلدتنا.. تناجي الربَّ (يا ربَّا)!!

و أطفالٌ ممزقةٌ ثيابُهُمُ.

و أحجارٌ و دُخَّانٌ..

و أحوالٌ تُرى زغبا!!

فأهلعُ في سريرِ الداءِ

يا غُلبًا و يا صعبًا و ياعجبًا

و أسألُ خافقي المُلتاعَ

أين الأمنُ قد ذهبا؟!

تُرى سيعودُ

أم قد زالَ عن ذي الأرضِ

و انسحبا!!


أضف تعليق