أب أنت أم صخرة

1.3k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

رَأَيتُكَ تَلعَـبُ وَقتَ السَّحَـر *** بَعِيدًا عَنِ الأَهلِ بُعدَ القَـمَـر

وَقَبلَكَ خِنزَبُ يَرسُـمُ دَربًـا *** مَلِيئًـا بِغَـدرٍ, عَمِيـقِ الضَّـرَر

وَخَلفَكَ يَركُـضُ لَيلٌ بَهِيـمٌ *** عَلَيـهِ سِمَـاتٌ تُشِينُ البَشَـر

وَحَولَكُ رَهطٌ كَإِعصَـار ِنَـارٍ, *** سَرَت فِي هَشِيمٍ, قُبَيلَ المَطَـر

وَوَجهُكَ فِيهِ اصفِـرَارُ المَرِيضِ *** بِدَاءٍ, عُضَـالٍ, كَـدَاءِ البَطَـر

تَأَمَّلـتُ وَجهَـكَ فِي حِيـرَةٍ, *** وَقَد سَـالَ دَمعِـي وَقَلبِي انفَطَر

وَقُلتُ لِنَفسِي انظُرِي (مَعمَرًا) *** أَخَا (قُنفُذٍ,) قَـد عَلاَهُ الضَّجَر

أَلَم يَرتَدِع عَن غُوَاةِ الرِّفَـاقِ *** وَأَهلِ النِّفَاقِ وَ رَهـطِ السَّهَـر

أَلَم يَبتَعِد عَن طَرِيقِ الضَّـلاَلِ *** وَدَربِ الضَّيَاعِ وَ أَهـلِ العَـوَر

تَقَهـقَـرَ فِي دَرسِـهِ حِقبَـةً *** فَـأَينَ التَّفَكٌّـرُ أَيـنَ النَّظَـر

فَقَالَت دَعِ الحُـزنَ يَـا سَيِّدِي *** فَلَيسَ الفَتَى وَحدَهُ مَـن غَدَر

أَبُوهُ ارتَقَى فَـوقَ عَرشِ التَّسَاهُلِ *** وَالأُمٌّ تَعشَـقُ لَيلَ السَّـمَـر

وَلَـم يَمتَلِك سُلَّـمًـا لِلـرٌّقِيِّ *** وَلَم يَعرِفِ الطِّفلُ عَـزفَ الوَتَر

وَأَصبَـحَ يَعـرُجُ فِي قَـومِـهِ *** وَلَولاَ اصطِبَـارُ الفَتَـى لانتَحَر

وَخِنزَبُ يَخطُرُ مِـن فَـرحَـةٍ, *** كَذِئبٍ, رَأَى الضَّأنَ بَينَ الشَّجَر

فَيَغـزُو الفَتَـى بَيـنَ أَفكَـارِهِ *** فَلَـم يَبقَ لِلخَيرِ فِيهَـا الأَثَـر

فَيَسبَحُ فِي ظُلمَـةِ المُخزِيَـاتِ *** وَيَمشِي عَلَى نَـافِثَاتِ الشَّـرَر

تَغَـذَّى عَلَى اللَّهـوِ مُستَهتِـرًا *** وَعَاشَ وَ فِي نَاظِـرَيـهِ القِصَر

أَبٌ أَنـتَ أَم صَـخرَةٌ صَلـدَةٌ *** وَزَوجُـكَ أُمُّ تُـرَى أَم حَجَر

أَبٌ أَنتَ أَم سَـوءَةٌ فِي الـوَرَى *** وَزَوجُكَ أُمُّ تُـرَى أَم قَـذَر

أَتَـتـرُكُ طِفـلاً بِـلاَ رَحمَـةٍ, *** وَتَرمِيهِ ظُلمًا فَـأَينَ الحَـذَر

سَتُسأَلُ يَـاصَـاحِ فِي مَـوقِفٍ, *** مَهِيبٍ, عَظِيمٍ, وَ أَيـنَ المَفَـر

سَتُسأَلُ عَـن طِفلَـةٍ, أُهمِلَـت *** وَطِفلٍ, وَتَهوِي غَدًا فِي سَقَـر

فَهَـلاَّ ارتَـدَعتَ بِنُصحِ النَّصِيحِ *** وَتُبتَ مِنَ الظٌّلمِ قَبلَ الخَطَـر

وَعَلَّمـتَ طِفلَكَ دَربَ الصَّلاَحِ *** وَجَنَّبتَهُ دَربَ شُـؤمٍ, وَشَـر

وَيَا أُمٌّ لَستِ بِمَنـآعَنِ الـوِزرِ *** حِينَ استَهَنتِ بِطِـفـلٍ, أَغَـر

فَمَن أَهمَلَت طِفلَهَـا فِي صِبَـاهُ *** سَتَلقَى النَّدَامَةَ عِنـدَ الكِبَـر

وَفِي مَوقِفِ الحَشـرِ مَسؤُولَـةٌ *** وَأَينَ المَفَـرٌّ وَأَيـنَ المَقَـر

فَتُـوبِـي إِلَى اللهِ مِـن غَفلَـةٍ, *** هَنِيئًا لِمَـن آبَ ثُـمَّ ادَّكَـر


السابقالذوادة
التاليغضبة صبح
أضف تعليق