إن العمر آت

4.6k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

مُـعَـذِّبَـتِي بلَيلِ الهَجرِ هَاتِي *** عُـيُـونًـا بـالتَّلاقِي وَاعِدَاتِ

هَـجَـرتِ الدَّربَ بالأَمس دَلالاً *** فَـزَعزَعَ هَجرُكِ القَاسِي ثَبَاتِي

وَرُحـتُ أُكـابـدُ الأَشواقَ نارًا *** تُـخَـلِّـفُ لِي جِراحًا عَاتيَاتِ

وأسـهَـرُ شـاكِـيًا للنَّجم بَدرًا *** يُـصِـمٌّ الأُذنَ دَلاًّ عَـن شَكَاتِي

ومـا كُـنـتُ المُسَهَّدَ غَيرَ أنِّي *** بـنَـبض الحُبِّ يَملأُ كُلَّ ذَاتِي

ظَـنَـنـتُ الحُبَّ مِعطَاءً جَوَادًا *** وكُـنـتُ مُـصَدِّقًا قَولَ الرٌّوَاةِ:

بـأنَّ الـحُـبَّ لَـحنٌ غَيرُ فَانٍ, *** وأنَّ الـقَـلـبَ مَهدُ المُعجِزَاتِ

* * ** * *

وكـانَ القَلبُ فِي صَدرِي وَئِيدًا *** يَـجُوزُ الدَّربَ طَوعَ الحَادِثَاتِ

فَـلَـمَّـا لاحَ طَيفُكِ فِي خَيَالِي *** تَـوَلَّـى القَلبَ نَبضٌ لا يوَاتِي

فَـأصـبَحَ هَادِرًا باللَّحنِ يَسرِي *** رَقِـيـقَ الحِسِّ عَفَّ الأغنِيَاتِ

يُـحَـلِّقُ فِي السَّماءِ عَلَى جَنَاحٍ, *** مـنَ الأحـلامِ سَكرَى هَائِماتِ

يُـدَافِـعُـهُ اشـتِـياقٌ للتلاقِي *** فَـيَـهـزَأُ بِـالظٌّنُونِ الجَاثِمَاتِ

عَلَى دَربي.. وَلَيتَ القَلبَ أَصغَى *** ولَـم يُـسرِع لأرضِ الأُمنيَاتِ

يُـخَـايِـلُهُ السَّرَابُ يَظُنٌّ مَاءً *** ويَـلقَى المَاءَ في سِربِ العُصَاةِ

ويَـلـقَـى وَاحَةَ الأحلامِ قَفرًا *** وطَـيـرًا مِن طُيُورِ الذِّكرَيَاتِ

يُـحَـوِّمُ فِـي جَـوانِبهَا حَزِينًا *** وَحِـيـدًا فِي القِفَار المُوحِشَاتِ

بـلا إلـفٍ, يَـبُـثٌّ إلَيهِ شَوقًا *** وَيُـسـكِـنُهُ الضٌّلُوعَ الدَّافِئَاتِ

فَـيَطوِي الجُنحَ مَحزُونًا كَسِيرًا *** يـنـادِي: أَينَ إلفِي؟ أَينَ ذَاتِي؟

* * ** * *

أَفَـاتِـنـةَ الـفُـؤَادِ كَفَى دَلالاً *** فَـمَـا أَقـسـاهُ دَلٌّ الـفَاتِنَاتِ

رَمَانِي الحُبٌّ حَتَّى صِرتُ أَهوَى *** جِـراحَ الـقَلبِ مِن لَحظِ الجُناةِ

وَآيُ الـحُـبِّ غُـفرَانٌ وَصَفحٌ *** وتَـحـنَـانٌ فَـعُودِي يَا حَياتِي

فَـقَـد آنَ الأَوَانُ لِـعَـودِ إلفٍ, *** مَـضَـى خَلف الغُيومِ القَاتِمَاتِ

لِـيُـسـعِـدَ قلبَ مُكتَئِبٍ, كَسِيرٍ, *** ويَـبـعَثَ فِي عُيونِي الدَّامِعَاتِ

شُـعَـاعًا مُشرِقًا مِن رُوح فَجرٍ, *** حَـنـونٍ, دَافِـئٍ, عَذبِ السِّمَاتِ

وَهَـاتِـي الـثَّغرَ فُستُقُهُ سَبَانِي *** وحَـطَّـمَ كُـلَّ حِـصنٍ, لِلأناةِ

لأَطـعَـمَ مـنـهُ فَاكِهَةً حَلالاً *** وأَرشُـفَ مِـنهُ مَا يُحيي مَوَاتِي

تَـعَـالَـي أَقـبلِي دُونَ التفَاتٍ, *** لِـمَاضِي العُمُرِ..إنَّ العُمُرَ آتٍ,


أضف تعليق