سَأَنظُمُ وَالنَّظـمُ زَيـنُ الأَدَب *** سَـأَنظُـمُ نُصحِـي لأُمٍّ, وَ أَب
وَلا غَـروَ إِن ذُبتُ مِن حَسرَةٍ, *** عَلَى الطِّفلِ حِينَ ارتَمَى فِي اللَّهَب
فَيَعشَقُ جَهـلا غِنَـاءَ المُغَنِّـي *** بَأَقبَحِ لَفـظٍ, وَعُـودِ الطَّـرَب
وَيَطرَبُ عِنَـدَ غِنَـاءِ الغَوَانِي *** بِلَحنٍ, كَأَجرَاسِ صَوتِ العَـرَب
تَرَبَّـى عَـلَى نَغمَـةِ الفَاتِنَاتِ *** فَأَيـنَ المُـرَبِّـي وَأَينَ الأَدَب
أَيَسمَـعُ لِلمُخزِيَـاتِ الجِسَامِ *** فَأَيـنَ التِّـلاوَةُ أَيـنَ القُـرَب
فَكَم قَـارِئٍ, لِلكِتَـابِ العَزِيـزِ *** بِأَجمَلِ صَـوتٍ, يُبِيدُ التَّعَـب
فَلَو عَوَّدُوهُ استِمَـاعَ الكِتَـابِ *** لأَصبَحَ فِي قَومِـهِ لَـم يُعَـب
وَكَم مِن فَتًى يَشرَبُ المُسكِرَاتِ *** فَتَلقَى عَلَى جِسمِهِ كَالجَـرَب
صَغِـيـرٌ تَرَبَّى عَلَـى سَـوءَةٍ, *** وَلَم يَدرِ عَن مَانِـعٍ, أَو سَبَـب
يُـبَـدِّدُ مَـالاً بِـلا رَحـمَـةٍ, *** فَلَـم يَبقَ مَـالٌ لَـهُ أَوذَهَـب
فَهَـلاَّ تَعَـوَّدَ تَـركَ القَبِيـحِ *** فَلَيـسَ لِطِفـلٍ, صَغِـيـرٍ, أَرَب
وَكَم سَوءَةٍ, زَجَّ فِيهَـا الصِّغَـارُ *** وَأَصحَـابُ سُوءٍ, إِلَيهِم ذَهَـب
فَـلا الأُمٌّ تَـدرِي بِـهِ أَوأَبٌ *** وَجَهلُ المُرَبِّـي يُثِيـرُ العَجَـب
فَهَلاَّ تَذَكَّرتَ يَـومَ الحِسَـابِ *** وَأَنتَ الذٌّهُولُ حَبِيـسُ الكُرَب
فَتُسـأَلُ عَـن طِفلَةٍ, أُهمِلَـت *** وَدَمعِ الصَّغِيـرِ لِمَاذَا انسَكَـب
فَلا تَـرمِ طِفلَكَ فِي الهَاوِيَـاتِ *** فَتَهـوِي وَلا تَستَطِيـعُ الهَرَب