تحية ودفاع عن عرضه صلى الله عليه وسلم

3.1k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ما بالُ مكةَ قد ضجت نواحيهـا؟ *** ودمع طيـبةَ يجـري من مآقيها؟

ما للجزيرةِ قد مـادت بساكنهـا؟ *** فاهـتز شامخُـها وارتج واديهـا!

ما للعـروبةِ والإسـلامِ روَّعَهـا*** خَطبٌ ألمَّ وظُـلمٌ من أعـاديهـا؟

أيسخرون من الهادي الذي شرفت*** بـه البـريةُ قاصيـها ودانيـها؟!

أيسخرون من الأنوارِ قد كشـفت*** مجاهلَ الظلم فـانزاحت غواشيـها

أيسخرون من المجدِ الذي خضعت*** له الجـبابـرُ حتى ذل طـاغيـها

أيهـزؤون بـه؟ شُـلت أكفٌّـهُمُ*** ودمـر الله ما تجـني، وجانيـها

أعـداءُ كـلِّ نبي جـاء يُنقـذُهم*** من الضـلالةِ لما أُركسـوا فيـها

محمدٌ خـيرُ من سـارت به قـدم*** وأكـرمُ الناس ماضيهـا وباقيـها

أوفَى الخليـقةِ إيمـانـاً وأكملُـها*** ديـناً، وأرجحُـها في وزن باريها

من مثلُه في الورى بِراً ومرحمةً؟ *** ومن يشـابهُه لطـفاً وتوجيـها؟

جـاءت رسـالتُه للناس خـاتمـةً*** وجـاء بالنعـمة المسـداةِ يهديها

أحـيا الحـنيفـيةَ الغـراءَ متبِـعاً*** نهـجَ الخليلِ ولم يخطـئ مراميها

وسـار في كـنفِ الرحمنِ يكلـؤه*** إلى الحسـانِ من الأخـلاقِ يبنيها

هو البشـيرُ لمن أصغى لدعـوتِـه*** هو النـذير لمغـرور يعـاديـها

كسـرى تَكَسَّـرَ إذعـاناً لهيـبته، *** قصورُُ قيصرَ هُـدت من أعاليـها!

وأقبـلت أمـمٌ شتـى مبـايعـةً*** تمُد للعـدلِ والإحسـانِ أيديـهـا

نـالت بدعـوتـه نُعمى ومكـرُمةً*** وأسـعد الله بعـد البـؤسِ ناديـها

في الهندِ والصينِ والقوقـازِ طائفةٌ*** تذود عن عرض خير الناس تنزيها

وفي (أُورُبَّـةَ) أقـوامٌ قلـوبُهُـمُ*** بدين أحـمدَ قـد نـالت أمـانيـها

الصامدون بوجهِ الكُـفرِ ما ضَعُفُوا*** يجـابهـون المـنايـا في تحديهـا

يفـدون عرضَ رسولِ الله ما بخلوا*** وبالنفـوس إذا نـادى منـاديـها!

حتى إذا نشر الأنـذالُ حقـدَهُـمُ*** وبارزوا اللهَ من عـدوانهـم تيـها

تـؤزٌّهـم زُمَـرٌ ضاقت نفوسُـهم*** لهم عـيونٌ شُـعاعُ الحق يُعشـيها

بنو اليهـودِ ومن سـاءت سريرتُه*** فأبـدل الصـدقَ تزويراً وتمويـها

أيسخـرون من المعصـومِ ويلهُم؟ *** ويطلـبون لـه ذمـاً وتشـويها؟

من جـاء بالملةِ البيضـاءِ صـافيةً*** نقـيةًº وبنـور الـوحي يحييـها

أقـام بالعـدلِ مجـداً لا زوال لـه*** وأمَّــةً كـنفُ الرحمنِ يحميـها

من بئرِ زمزمَ سُقـياها ومطعمُـها*** من تمر طيبةَ قد طـابت مغانيـها

أرواحُهـا بظـلالِ البـيتِ هائمـةٌ*** من دونه تُرخِصُ الدنـيا وما فيها!

فـداءُ عرضِ رسـولِ الله أنفسُـنا*** وكـلٌّ نفـس وما تحـويه أيديـها

وصلِّ يا ربِّ ما هبَّ النسيمُ على*** معـلمِ الأمـمِ الحَـيرَى وهاديـها

تحـيةً لـرســولِ الله أبعثُـهـا *** ويـومَ هجـرتِه الغـراءِ أهديهـا


أضف تعليق