فدى لك يا رسول الله

5.6k
3 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تـأجّـج أيـها الشعر التهابا * * * ومن عينيك فاستبكي السحابا

وأطـلـق للقوافي ما أرادت * * * مـن الآلام واسـقـيها عذابا

وقف مثل الحزين وقوف آسٍ, * * * كـسـير النفس مكتئباً مصابا

لـعلّك من سبات الذلّ تصحو* * * وتُـشـرع من مآسيك الحرابا

فـمـا بعد الذي قد قيل قولٌ * * * وما بعد الذي قد صاب صابا

وما بعد الرسول سوى المنايا * * * وأن نـرِدَ الـمكاره والصعابا

فـقـد جـاز الأعادي كلّ حدٍّ, * * * ولـم يدعوا إلى الإصلاح بابا

ألـم يـكـفـيهم التقتيل فينا * * * ومـا عـاثـوا بأمتنا انتهابا

وتـقـسيم البلاد على هواهم * * * فـأمـست من مكائدهم خرابا

وكـم مـن غصّةٍ, منهم طوينا * * * عـليها القلب صبراً واحتسابا

فـظـنّـونـا بأنا إذ صمتنا * * * بـأنـا لا نـطيق لهم جوابا

وأنّـا أمـة هُـزمت وغابت * * * حـضـارتها وأَبعدت اغترابا

وما علموا بأنّ الأرض تُؤوي * * * بـراكـيناً تُرى حيناً هضابا

لأجـل مـحـمّدٍ, تغدوا جبالاً * * * مـن النيران تنسكب انسكابا

فـدىً لك يا رسول الله نفسي * * * وأهـلي والعشيرة والصّحابا

فـدىً لـك أمّةٌ بك قد تعالت * * * عـلـى الدّنيا وأودعت الكتابا

ألست المصطفى خير البرايا * * * وأكـمـلـهم جمالاً وانتسابا

بـنـورك أشرق الإيمان فينا * * * ولـم يـترك ضباباً أو حجابا

فـبـدّد ظـلمة الأهواء عنّا * * * وأطـلـق في دياجرنا الشّهابا

فصرنا في رياض الدين نزهو * * * و حـبّ الله في الأعماق ذابا

لـنـغسل في جداوله الخطايا * * * و نـغـترف السعادةَ والثوابا

نـبـيّ الله حـبّك في الحنايا * * * كـماء المُزن ينصبّ انصبابا

تـعانقهُ السّرائرُ وهي عطشى * * * فـيـسقيها من الشّجن القِرابا

نـسـيم الشوق يلثمها بعطرٍ, * * * إذا مـا شـمّـه قـلبٌ أجابا

كـأنّ شذاهُ في الأرواح خمرٌ * * * مـن الـجنّات تشربه شرابا

شذاً من ورد أحمد ليت شعري * * * على الأغصان قد أزكى وطابا

على غصن النبوّةِ حيث تشدوا * * * طـيـور الـدّين ألحاناً عِذابا

تـرقّ لـها المشاعر باكياتٍ, * * * وينساب الحنين لها انسياب

وتـنـبـعث القصائد حانياتٍ, * * * قـوافـيـهـا وأدمعها سكابا

فـهـذا أحمدٌ لا شيء يحوي * * * شـمـائـلـه بياناً أو خطابا

ولـسـت بـمادحٍ, لكنّ قلبي * * * تـمـرّد غـاضـباً ممّا أنابا

عـلـى قومٍ, بصائرهم تعامت * * * عـن النّور الذي ملأ الرّحابا

وغـرّتـهـم أمـانيهم فقاموا * * * يـخُـطّـون الشتائم والسّبابا

بـلا عـقلٍ, ولا شرفٍ, كريمٍ, * * * ومـن ذا يُبلغ الشّرف الكلابا

سـلـوهـم أيـهم يدري أبيهِ * * * ومـن يـشـري لأمّهم الثّيابا

إذا أبـصـرتـمُ قـوماً لئاماً * * * بـلا أصـلٍ, يُـرجّى أويُهابا

فمهلاً يا بني’’الدنمرك’’ جُزتم * * * مـراعـيـكـم وأبقاراً حِلابا

تـراضـعتم مع الأبقار حتّى * * * جُـنـنتم لا عقول ولا صوابا

وقـد كـانـت لكم فيها غناءٌ * * * بـألاّ تـقصدوا البحر العُبابا

دعـوا’’اللورباك’’ تنفعكم فإنّا * * * عـزمـنـا أن نصيّرها ترابا

خـذوهـا واشبعوا لبنا وزبداً * * * وفي الميزان فالتمسوا الحسابا

وإن كـان اليهود لكم صِحاباً * * * فـبـيعوهم ولا ترجوا ثوابا

فـإنّـا أمـةٌ لا خـيـر فينا * * * إذا مـا لـم نزل منكم غِضابا

ويـومـاً مـا سنأتيكم غُزاةً * * * ونـسـقي من حليبكم الشّعابا

فـإنّ الله مـولانـا وأنـتـم * * * بُـغـاةٌ ذلّ مـن يبغي وخابا

وأنـا أمـة ’’الخبّاب’’ نبقى * * * عـلـى آثـاره نضع الرّكابا

نـجـود لأحمدٍ, بالروح خوفاً * * * لإصـبـعه الحبيبة أن تُصابا


أضف تعليق