أمـنّي الجفن نوماً في الحوالك *** وأنـت مـعي بحلّك وارتحالك
فـتصطخب البحار بكلّ عرقٍ, *** وأفـتـحَُ نـاظريّ على خيالك
ويغدو القلب ظبياً في البراري *** ويـصبح في دروبك خير سالك
وبـي ظـمأ، فمن يسقي فؤادي *** إذا حـنّ الـفـؤاد إلى زلالك؟
وقـلـت: أنا على سفرٍ,، سواءٌ *** شـربـنا من ظلالي أو ظلالك
لـئن عظمت مفاوز أو تناءت *** بـلادٌ مـن جـبالي أو جبالك
فـإن مـسـافة الأرواح أدنى *** وأقـرب مـا تباعدت الممالك
وهـذا بـيـتـك المختار قلبي *** وبـسـتـان الجوى قلبي كذلك
وأهـتـف: أين بيتي يا رفيقي *** فـيـومـئ نحو خافقه: هنالك
فـيا مصباح قلبي في الدياجي *** ويـا منجاة روحي في المهالك
أجـرني من لظى نفسي ومنّي *** وإلا فـالـفـتـى لا شكّ هالك
ألـستَ إذا سألتَ: وأين نصفي *** أكون أنا الجواب على سؤالك؟
أنـا مـمّـا اعتقدتَ إليك أدنى *** وأقـرب من ضميرك وانشغالك
ومن خطرات نفسك في ابتهال *** ومـمّـا قـد يـمرّ غدا ببالك
وأنـت إليّ أقرب من شعوري *** ومن نفَسي...فحالي مثل حالك
ومـن عجب على فمك اشتعالي *** وفـوق فمي المؤثث من مقالك
وأجـنـحـة الـملائك ظلّلتنا *** تضيء الروح من قبس اشتعالك
وما أرجو سوى الفردوس نزلا *** إذا فـكّـرتُ يوماً في وصالك
ألا نـعـم الـهوى رحماً أثيراً *** إذا التمس الطهور من المسالك
وأمـنـحك المصفّى من ودادي *** وأوثـق مـا أتـاني من حبالك
فـمـا أبـغي سواك العمر خِلار *** وأجـمـل ما أريد ندى جمالك
جـمـالٌ ليس يفنى حين يفنى *** جـمالُ النجم... والغيدِ الفوالك
ولـو قلبي معي يا راح روحي *** لـخـفتُ عليه من حرّ انتقالك
ولـكـن عندك استودعت قلبي *** فهل أخشى انقطاعاً من نوالك؟