فما حسن الحياة بلا كماةِ

2.2k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

وها أنذا أعود إلى دواتي *** وبي ألمٌ يبعثر لي شتاتي

متى ألقى بهذا العمر ذاتي *** وقد مرّت على عجلٍ, حياتي

لقد فتشتُ في طرُقي مليّاً *** وليس سوى خُطايَ العاثراتِ

ومن لَبِِسَ الحياة فَعَن قريبٍ, *** ستجعله المهالك في العراةِ

وكم من سائرٍ, بجموع قومٍ, *** بأعزلَ من وحيدٍ, في فلاةِ

وكيف تروم حلاً من زمانٍ, *** طفوح الزير بالغُدُر العتاةِ

شربتُ من الهوى كأساً دهاقاً *** تكاد تفور في أيدي السقاةِ

وكم من مُبصرٍ, فيها تدنّى *** فراح تقوده أيدي العماةِ

هُبلتَ إِليك عنها واطّرحها *** إذا ما قُورنت يوما بِلاتِ

وما أعطيتَ عمرك مستحقاً *** يظلّ يقول ملئَ الفيِّ هاتِ

فكيف غفوتَ في أمن الأماني *** وموتك لاحَ من كَتِفِ الرماةِ

ومن رفضته في الدنيا حياةٌ *** يظلّ بها يدور بلا حياةِ

وتلك هي الحياة علت ببعضٍ, *** وتُحوج اَخرين إلى الفُتاتِ

وكم من زائلٍ, فيها واَتِ *** وكم ماضٍ, يظنّ العمر أتِ

نجاتك لا تكون بلا صلاحٍ, *** فليسَ سوى الصلاح لِوا النجاةِ

إذا دعت الدعاة إلى ضلالٍ, *** فأين أراك يا شرف الدعاةِ

فما أمل الحصيف من الحيارى *** إِذا وُطِئت بأقدام القساةِ

إذا رفض الرجال قتال طاغ *** فأبشر بالمهانة والطغاةِ

إذا رفض الرجال نداء حامٍ, *** أهانوا هم ميادين الحماةِ

إذا أدنى الزمان بخير قوم *** فلا أتوقعنّ علوّ ذاتي

فيا ذا الغرٌّ لم يكُ منك قتلي *** بأقسى من بكاك مع النعاةِ

إذا رفض الزمان هوى كماةِ *** فما حُسن الحياة بلا كماةِ

لِمَ الأحياء تُرعبها المنايا *** إِذا صار الجميع إلى رفات ِ

إِذا ما مات أهل الخير ظمأى *** فما رِيُّ بدجلة أو فراتِ

روى زمني عن الحكماء خيرا *** لأنّ مقالهم ذهب الرواةِ

وكم جبنٍ, تقمّص ثوب ضعفٍ, *** وكم فشلٍ, عزوت إلى أناةِ

خطايَ على مهبّ الريح شتّى *** ومِلئُ يد العدوّ غدت جهاتي


أضف تعليق