قراءة في وجه امرأة شوهاء

5k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

بدت بوجهٍ, قبيحِ اللونِ محروقٍ, *** وقد علت فيه أصواتُ المساحيقِ

وقد جرت فيه للأصباغِ معركةٌ *** عنيفةٌ واعتلى صوتُ (البطاريقِ)

لها فمٌ واسعُ الشدقين تملؤُهُ *** أسنانُ غُولٍ, فلا تسأل عنِ الرِّيقِ

ولا تَسَل عن جبينٍ, بارزٍ, رسمت *** فيه الخيانةُ تكذيبَ المواثيقِ

ولا تسل عن لسانٍ, ساءَ منطقُه *** إذا تحدَّثَ ألغى صرخةَ البُوقِ

فصوتُها غُنَّةٌ شوهاءُ مؤذيةٌ كأنَّها *** قد أُصيبت بالخوانيقِ

رَنَت بعينينِ كالثقبينِ قد مُلِئَا غَدراً، *** وقد عَانتا من شدةِ الضيقِ

كأنما رُبطت أطرافُها، فبدت *** كعَينِ إبليسَ في جفنٍ, وفي موقِ

أهدابُها كغصونِ الشوكِ أظهرها *** فصلُ الخريفِ بلا رين وتزويقِ

بيضاءُ، لكنها سوداءُ قاتمةٌ *** لمَن يراها بعينٍ, ذاتِ تدقيقِ

تمشي فتحسَبُ أنّ الخُبثَ في *** جسدٍ, يمشي أمامك مفتوحَ المغاليقِ

حديثُها كذبٌ محضٌ، حقيقتُه *** مأخوذةٌ من أباطيلِ الغرانيقِ

تُباع في كلٍّ, سوقٍ, للضلالِ، فلا *** تسأل عن التاجرِ الكذابِ والسوقِ

ولا تتسل عن دنانيرٍ, مزورةٍ, وعن *** عقودٍ, جرت من غير توثيقِ

وعن سماسرةٍ, باعوا ضمائرَهم *** وذوَّبوا العقلَ في نارِ الأباريقِ

لها على منهجِ التضليلِ هَيلمَةٌ *** وهَيلَمَانٌ، وقولٌ غيرُ موثوقِ

خبيرةٌ في ادعاءِ العدلِ جاهدةٌ *** في وصفِ آثارِهِ من غير تطبيقِ

تُبدي خصالاً من الإيمان كاذبةً *** وفي مشاعرِها إحساسُ زنديقِ

سمعتُ عنها حديثَ العاشقين لها *** فاستفت عن عاشق لاهٍ, ومعشوقِ

أتيتُها فإذا همِّي يحاصرني *** كأنني طائرٌ في بطنِ صُندوقِ

يا هَمّ قاسمتَني ليلي سلكتَ إلى *** أعماقِ نفسي طريقاً غيرَ مطروقِ

مَن دَلَّ ركبَك، مَن أعطاكَ تذكرةً *** على (خطوطِ) الأسى القاسي لتطويقي

مَن هذه المرأةُ الشوهاءُ، أحسِبُها *** وقد تراءت أمامي، شرَّ مخلوقِ

بدت أمامي بسَمتٍ, لا نظيَر له *** الوجهُ مستحدثٌ والعقلُ إغريقي

أجابني ساخراً مني: أتجهلُها *** هذي العظيمة ذاتُ الخيلِ والنٌّوقِ

هذي التي تتغنى بالسلامِ ولا *** يهزٌّها أن ترى مليونَ مسحوقِ

وتدعي أنها ترعى العبادَ، وكم *** مُجَندَلٍ, بين رجليها ومخنوقِ

هذي التي يعرض الإعلامُ صورتَها *** فثوبُها أسودُ الأكمامِ والزِّيقِ

وبيتُها أبيضُ الجدرانِ، كم عُقدت *** فيه اللقاءاتُ نقضاً للمواثيقِ

لها جواسيسُها في كل ناحيةٍ, *** فلا تسل عن إشاراتٍ, وتحديقِ

ولا تسل عن سُؤالاتٍ, موجهةٍ, *** إلى الضحايا وأوراقٍ, وتحقيقِ

تغزو الفضاءَ غروراً، لا تريدُت به *** إلا التسابقَ في مَلءِ الصناديقِ

هذي العظيمة - يا هذا - فألجمني *** صمتي، وجفَّ لما أدركتُه ريقي

بَرِئتُ منها] ولَن تَرضَى...[[*]تؤكِّدُ *** لي أنَّ البراءةَ منها فِعلُ صِدِّيقِ


أضف تعليق