سقتها لمن يبعثر سويعات حياته أمام الفضائحيات وقنوات الصرف..
أيها النائم عند المائلات **** فاتك المجد وحزت السيئات
لا تقل لي إن نفسي أغرقتني *** قم فعذ بالنور عند المهلكات
كل ذنب يا أُخيَّا بات سطراً *** في كتاب مثقل بالموبقات
إن موتا ينتقينا كان حتماً *** ورحيلٌ رغم دمع النائحات
ثم تمضي كل نفس عند ربي *** تتمنى لو أتت من طيبات
في سماء الكون كلٌ سوف يرقى *** ثم يشقى أو ينال المكرمات
*******
يالغرب خدرونا بالأغانى **** ثم باتوا يهتكون المحصنات!
جردونا من ثياب الطهر حتى *** أوقعونا فى خِضمِّ المخزيات
أي عقل في شباب العُربِ يبقى *** أي فكر بعد ليل المومسات!
أي خير في صفوف زينوها! *** كم شجاع القول مختل السمات!
*******
أَفهَموني أن ديني كيف أهوى *** ثم خُطَّت لي حياة كالممات
لا وربي لن أبالى سوف أمضي *** طائرا صوب الجنان الزاخرات
أركب الأهوال ليثا باسما لا*** ذل عندي و حياتي في الثبات
أرتجي الظل الظليل موطنا وال *** أهل روقةُ النبيلات الصفات
*****
يا أخي إنا أتانا منجياتٌ *** فانصر الحق ومُجَّ المحدثات
أين حور باهرات في جنانٍ, *** من دنايا تالفات باليات
******
أي أم تُلقِم الصحن بنيها *** ما بأمٍ, تلك إحدى الثاكلات
لَقِّنوهم: سوف تلقى الله فردا ***هيِّنا والروع دك الراسيات
عَلِّموهم أن خير الزاد تقوى *** وارحموهم من سموم التٌّرَّهات
تعقيب على بعض الأبيات
(1)المائلات:
قال رَسُول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:
صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا
رَوَاهُ مُسلِمٌ.
معنى كاسيات: أي من نعمة اللَّه.
عاريات: من شكرها، وقيل معناه: تستر بعض بدنها وتكشف بعضه إظهاراً لجمالها ونحوه.
وقيل: تلبس ثوباً رقيقاً يصف لون بدنها.
ومعنى مائلات قيل عن طاعة اللَّه وما يلزمهن حفظه.
مميلات: أي يعلمن غيرهن فعلهن المذموم.
وقيل: مائلات: يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن.
وقيل: مائلات: يمتشطن المشطة الميلاء: وهي مشطة البغايا.
و مميلات: يمشطن غيرهن تلك المشطة.
رؤوسهن كأسنمة البخت: أي يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوها.
من رياض الصالحين... حدائق جمعها يحيى بن شرف النووى - رحمه الله - لتعطر حياة الصالحين
(2) فعذ بالنور
توجيه الله - تعالى -عند وسوسة الشيطان الرجيم:
وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله...
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}الأعراف200
{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيطَانِ نَزغٌ فَاستَعِذ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ}فصلت36
(3)كل سوف يرقى
صعود الأرواح لباب السماء الدنيا ثم تحديد المصير....
عن أبي هريرة أن رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - قال: \"الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس المطمئنة كانت في الجسد الطيب، اخرجي حميدة، وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فيقولون ذلك حتى يعرج بها إلى السماء، فيستفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقال: مرحباً بالنفس الطيبة التي كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان، فيقال لها ذلك، حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها اللّه - عز وجل -، وإذا كان الرجل السوء قالوا: اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج، فيقولون ذلك حتى تخرج، ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال: من هذا؟ فيقولون: فلان، فيقولون: لا مرحباً بالنفس الخبيثة التي كانت في الجسد الخبيث، ارجعي ذميمة، فإنه لم يفتح لك أبواب السماء، فترسل بين السماء والأرض، فتصير إلى القبر\"
(رواه أحمد والنسائي وابن ماجه وابن جرير واللفظ له).
(4) الصحب روقة النبيلات الصفات
المؤمنات النبيلات الكريمات هن ساكنات الجنة شقائق الرجال وأزواجهم فى الجنان، ولهن النعيم كما للرجال النعيم
((إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما))
عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - يا نبي اللّه: ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن، والنساء لا يذكرن؟ فأنزل اللّه - تعالى -: {إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات} (رواه النسائي في سننه عن أم سلمة رضي اللّه عنها).
وقوله - تعالى -: {والقانتين والقانتات} القنوت هو الطاعة في سكون، قال - تعالى -: {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً}، وقال - تعالى -: {كل له قانتون} فالإسلام بعده مرتبة يرتقي إليها وهو {الإيمان} ثم القنوت ناشيء عنهما
{والصابرين والصابرات} هذه سجية الأثبات، وهي الصبر على المصائب، والعلم [ان المقدر كائن لا محالة، وتلقي ذلك بالصبر والثبات وإنما الصبر عند الصدمة الأولى، أي أصعبه في أول وهلة ثم ما بعده أسهل منه
{والخاشعين والخاشعين} الخشوع هو السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع، والحامل عليه الخوف من اللّه - تعالى -ومراقبته.
(5)*تلقم الصحن بنيها تلك إحدى الثاكلات
(من تطعمهم سموم الدش التى تمسخ الفطر فقد خسرتهم والصحن هو صحن الإستقبال اللاقط للقاذورات وهى ليست بأم لأنها خسرت بنيها بعد أن أسلمتهم للغواية
{ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون اللّه فقد خسر خسراناً مبيناً} أي فقد خسر الدنيا والآخرة وتلك خسارة لا جبر لها ولا استدراك لفائتها.
في الصحيحين عن أبي هريرة قال، قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: \"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه كما تولد البهيمة بهيمة جمعاء هل تجدون بها من جدعاء\"؟
وفي صحيح مسلم
قال رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم -: \"قال اللّه - عز وجل -: إني خلقت عبادي حنفاء فجاءتهم الشياطين فاجتالتهم (صرفتهم عن الهدى) عن دينهم، وحرمت عليهم ما أحللت لهم\" ثم قال - تعالى -: {ومن يتخذ الشيطان ولياً من دون اللّه فقد خسر خسراناً مبيناً} أي فقد خسر الدنيا والآخرة وتلك خسارة لا جبر لها ولا استدراك لفائتها.
وقوله - تعالى -: {يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً} وهذا إخبار عن الواقع فإن الشيطان يعد أولياءه ويمنيهم بأنهم هم الفائزون في الدنيا والآخرة، وقد كذب وافترى في ذلك، ولهذا قال اللّه - تعالى -: {وما يعدهم الشيطان إلاغروراً}، كما قال - تعالى -مخبراً عن إبليس يوم المعاد: {وقال الشيطان لما قضي الأمر إن اللّه وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان - إلى قوله - وإن الظالمين لهم عذاب أليم}.
ثم ذكر - تعالى -حال السعداء والأتقياء وما لهم من الكرامة التامة فقال - تعالى -: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات} أي صدقت قلوبهم وعملت جوارحهم بما أمروا به من الخيرات، وتركوا ما نهو عنها من المنكرات {سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار} أي يصرفونها حيث شاءوا وأين شاءوا {خالدين فيها أبداً} أي بلا زوال ولا انتقال {وعد اللّه حقاً} أي هذا وعد من اللّه ووعد اللّه معلوم حقيقة أنه واقع لا محالة، ولهذا أكده بالمصدر الدال على تحقيق الخبر وهو قوله {حقاً} ثم قال - تعالى -: {ومن أصدق من اللّه قيلاً}؟ أي لا أحد أصدق منه قولاً أي خبراً لا إله إلا هو ولا رب سواه وكان رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - يقول في خطبته: \"إن أصدق الحديث كلام اللّه، وخير الهدي هديُ محمد - صلى الله عليه وسلم -، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، كل ضلالة في النار\". مختصرا من مختصر تفسير العلامة اسماعيل ابن كثير رحمة الله عليه
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد