احذر عشاق الفشل


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طُويت أتاح لها عين حسود

• إن الدعوة لتميزها، وسطوع نورها، وعموم بركتهاº فقد أحيطت بحساد كثر ينقمون عليك - أخي الشاب - سلوكك هذا الطريق، ورباطة جأشك في مواجهة الصعاب التي قد تكتنفك، وعدم مبالاتك بما يحيط بك من فتنٍ, ومغريات..

 

هؤلاء الحساد في حقيقتهم ما هم إلا عشاق للفشل، لصوص للأملº يعشقون فشل الناس من حولهم، ويسلبون بصيص الأمل من قلوبهم.. فلا يطيقون معنى النجاح، ولا يحبون اسم الإبداعº فهم من أعدى أعدائهما.. فهذا عين ما يسمى بـ(الحسد) كفاني الله وإياك شره، يقول الحق- تبارك وتعالى -: (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)..

 

• فأقول: لعل من دواعي هذا الحسد لك أخي الشاب: أن الإنسان كلما ارتفع وسماº كلما تكاثفت حوله الغيوم بقدر ارتفاعه، وهذه بلا شك ولا ريب نتيجة حتمية لا مفرَّ منها ولامناص عنها لكل من يريد التميز والسطوع والنبوغ..

 

وثمن المعالي غالي، والجنة ليست برخيصة، والنار حفت بالشهوات.. ثم إن هذا الحاسد أيها الحبيب ما هو إلا دعاية مجانية لنبوغك.. وبرهان ناصع ساطع على إبداعكº وكما قيل في منثور الشعر:

 

وإذا أراد الله نشر فضيلة *** طُوِيت أتاح لها لسان حسود

 

• ومن نافلة القول أن نقولº إنه لو لم يكن من عقوبة الحاسد إلا أنه يغتم حال سرورك لكفى بها عقوبة..

 

يقول السمرقندي - رحمه الله -: [يصل الحاسد من حسده قبل أن يصل إلى المحسود خمس عقوباتº أولها: غم لا ينقطع، وثانيها: مصيبة لا يؤجر عليها، وثالثها: مذمة لا يحمد عليها، ورابعها: سخط الرب، وخامسها: غلق باب التوفيق].

 

 قال الشاعر:

ألا قل لمن كان لي حاسدا *** أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في حكمه *** لأنك لم ترض لي ما وهـب

فأخزاك ربي بما زاد ني *** وسدَّ عـليك وجـوه الطـلب

 

ومـضـة:

عظمة عقلك تجلب لك الحساد.. وعظمة قلبك تخلق لك الأصدقاء..

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply