هكذا علمنا السلف (71 )

3.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

تأديب أهل الأهواء:

هجر المبتدع والبعد عن أهل الأهواء ومجالستهم:

عن أبي عثمان: «أن رجلاً كان من بني يربوع يقال له: صبيغ، سأل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن الذاريات والنازعات والمرسلات أو إحداهن، فقال له عمر - رضي الله عنه -: ضع عن رأسك، فوضع عن رأسه، فإذا له وفيرة فقال: لو وجدتك محلوقاً لضربت الذي فيه عيناك، قال: ثم كتب إلى أهل البصرة أن لا تجالسوه، أو قال: كتب إلينا: أن لا تجالسوه، قال: فلو جلس إلينا ونحن مائة لتفرقنا عنه»(1).

عن إسحاق بن إبراهيم بن هانئ قال: سألت أبا عبد الله عن رجل مبتدع داعية يدعو إلى بدعته، يُجالَسُ، قال أبو عبد الله: «لا يُجالَس ولا يُكَلَّمُ لعله يتوب»(2).

بعض الشبه لا تخرج إلا بالضرب:

عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد قال: «أتى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقيل: يا أمير المؤمنين إنا لقينا رجلاً سأل عن تأويل القرآن، فقال عمر: «اللهم مكِّـنّي منه، فبينا عمر ذات يوم جالس يغدي الناس إذ جاءه عليه ثياب فتغدى، حتى إذا فرغ قال: يا أمير المؤمنين {وَالذَّارِيَاتِ ذَرواً فَالحَامِلاتِ وِقراً} فقال عمر: أنت هو، فقام إليه وحسر عن ذراعيه، فلم يزل يجلده حتى سقطت عمامته، فقال: والذي نفس عمر بيده لو وجدتك محلوقاً لضربت رأسك، ألبسوه ثيابه واحملوه على قتب، ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم، ثم ليقم خطيباً ثم ليقل: إن صبيغاً.. »(3).

أخطأه فلم يزل وضيعاً في قومه حتى هلك وكان سيدهم، قال أبو حاتم: ولم يقل أبو حفص في حديثه ثم أخرجوه حتى تقدموا به بلادكم»(4).

----------------------------------------

(1) روى هذه القصة الدارمي في مقدمته من طريق ابن عجلان عن نافع مولى ابن عمر (1/55). الإبانة 1/414.

(2) الإبانة 2/475.

(3) قال المحقق: كذا في ظ، لوجود مسح.

(4) الإبانة 1/414-415.


مقالات ذات صلة


أضف تعليق