بسم الله الرحمن الرحيم
الإنسان مدني بطبعه، يؤسس علاقاته مع الآخرين بطرق عديدة، فإن كان التعامل مع الآخرين فناً من الفنون، فإن الحديث عنه أيضاً ذو شجون، فهاك مفاتيح تفتح بها قلوباً غلفاً، ومصابيح تضيء بها أمامك الطريق، فإن مهمة المسلم الداعية تقديم الإسلام في صورته النقية الصافية، وتصوير الالتزام في حلته البهية الرائعة، بالخلق السمح، والوجه الطلق، ولذا قال جل ثناؤه لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: \" فبما رحمة من الله لنت لهم \"، فاللغة العالمية، والعملة الذهبية للتعامل هي الأحاسيس والمشاعر والعواطف، والتعرف على طبقات البشر وأصناف الناس، ثم إن من طرق كسب القلوب وصحبة الآخرين:
إفشاء السلام، وعيادة المريض، تشميت العاطس، السؤال عن الغائب وتفقده، وإماطة الأذى عن الطريق، وتهدي الأعمى، وتسمع الأصم والأبكم حتى يفقه، وتدل المستدل على حاجة له قد علمت مكانها، وتسعى بشدة ساقيك إلى اللهفان المستغيث، وترفع بشدة ذراعيك على الضعيف، وتصبر على أذى الناس، وتحلم عنهم، وتعلمهم ما ينفعهم.
أما عن أفضل الطرق لكسب محبة الآخرين، وانفعها, وأروعها، بها تنفذ إلى قلوبهم كالسهم، وتلتقطها القلوب فتنجذب، وعدها النبي - صلى الله عليه وسلم - صدقة: \"تبسمك في وجه أخيك صدقة\"، فالابتسامة الصافية المطبوعة ليست كالمتكلفة المصنوعة، وهي كصفحة القلب تنشر على قسمات الوجه، يقرؤها كل ناظر، أما المفتاح الجامع لكل خير، الجالب لكل مودة، أساس الإسلام، أثقل ما يوضع في الميزان، حسن الخلق، ومما يبنى عليها: الاستماع إلى الآخر، احترام شعوره، تحريك رغبته، تقدير مجهوده، تدريبه، إرشاده، الاتصال به، إكرامه، ولم ولن تكسب محبة الناس ورضاهم، إلا بتوثيق العلاقة بخالقهم، فهو الموفق والمسدد، والمعين والمؤيد، ونختم بقول الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: \" ثلاث يصفين لك ود أخيك، أن تبدأه بالسلام، وأن تناديه بأحب الأسماء إليه، وأن تفسح له في المجالس\".
اللهم اجعلنا مفاتيح للخير مغاليق للشر، والهمنا رشدنا ووفقنا لصلاح ديننا ودنيانا.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد
التعليقات ( 1 )
...
-كفاح حتى النجاح
12:38:51 2021-09-15