أرسل إليّ الصديق (ب. السبيعي) تهنئة شعريّة متأخرة بالعيد، وردَدتُ عليها، ومن ثم ردّ عليّ.
فيما يلي تهنئته، والمقطعان التاليان لها:
كتب صديقي:
تأخّرتُ حتى يخفََّ الزّحام
ويخلو الودودُ
بحبٍّ, ودود
تأخّرتُ لم يتأخر فؤادي
فأشواقُه لم تزل في ورود
أخي عيدُنا أن يعودَ البعيدُ
بقلبٍ, سليمٍ,
وعزمٍ, جديد
وكتبتُ رداً عليه:
تأخّرتَ لكنّ أحلى الكلام
يجيءُ بُعَيدَ الزّحام
هو الشعرُ
ينسابُ في غفلةٍ, من عيونِ الأنام
يردِّدُهُ العاشقون
أو الأصدقاء
فيطوي سناهُ الظلام
هو العيدُ هلّ
وهلّت حروفُكَ
تروي حكايةَ عيدِ السلام
حكايةَ عيدٍ,
تلوّنُه قاذفاتُ الحِمام
أيصبحُ عيداً
وحول الورودِ تشِبّ الضّرام؟!
وحول القرى الآمنات
يُعربدُ فيلٌ أتى من وراء البحار
ليصنعَ حلمَ السلام
فيشعلُ في كلّ ركنٍ, فتيلا
ويفجّرُ في كل بيتٍ, عويلا
ويرمي الحضارةَ
وسطَ الحطام
صديقي تأخّرتَ
لكن من جاء لم يتأخّر
وكانت تهانيكَ
مسكَ الختام
هو العيدُ حقاً
إذا انجابَ عنا سدوفُ الظلام
إذا افترّ في الجو
ثغرُ الغمام
إذا رحل (الفيلُ)
عن ساحنا المستباح
وعادت تُحَمحِمُ
خيلُ الكرام
وردّ الصديق:
أتمنعُني من قليلِ ابتسام
تسرّبَ بين شقوقِ الرّكام؟
أتمنعُني أن أُغطّي الجراحَ ببعضِ التهاني
ومنك تعلّمتُ (فنَّ الكلام)؟
صديقي أجل
لوحةُ العيدِ مصبوغةٌ بالدماء
وصلصالُ ألعابِه من جسومِ الصِّغار
وشَعرِ النساء
وتغريدُهُ من صُراخِ السّلام
ولكن إذا زرعوا في البيوتِ العويلَ
سيجنون منه
ثمارَ انتقام
ولن يرحلَ الفيلُ عن ساحنا
سيبقى ولكن
ذبيحاً بسيفِ الرّجالِ الكرام!!
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد