حال العربية اليوم

1.1k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أحبكِ حباً عظيماً عظيماً *** وعفتكِ أني أرى فيكِ ضيما

أرى قصة ترتقي بالزنا *** وتدعو له واقعاً مستقيما

أرى فيكِ ما ليس من جلدتي *** أرى مسرحاً وافداً مستديما

تمثّـل في دوره العابثات *** فصار المصاب أليماً أليما

وأنكِ حلّـلـتِ فينا الغناء *** وأسميته اليوم فنّـــاً عظيما

وأما الأناشيد وآحسرتا *** تقرّ اللئيم وتغوي الحليما

وأعطيتِ للنقد سرّ الخلود *** فنافس فيه الكتاب الكريما

سرت في حشاه سموم الغموض *** فتاه البيان وصار عقيما

فأين (الكتاب) مع (الصاحبي) *** وأين(الدلائل) كانت علوما

وحتى البلاغة باتت لقيطاً *** وليت لها الآن أمّاً رؤوما

وتجويدنا الآن في مزلقٍ, *** فان قلت إشماماً قال روما

تغير فيه صفات الحروف *** فما كان مستعلياً لن يدوما

رضيتِ بما مدح المادحون *** فجاريتِ هذا الزمان اللئيما

تعلـّمتُ: أنت منار الشعوب *** وتاج اللغات فصرتِ الجحيما

كثير الهموم عليكِ أنا *** عشقتكِ حتى بقيت يتيما

كذاك الهوى فعله في النفوس *** يثير الشجون لنا والهموما

تأملت في الأمس ماذا أرى *** جهوداً تطال السما والنجوما

أأن كان فينا أسود الحمى *** عليكِ يذودون ذوداً جسيما

وعا العلم أنتِ ومفتاحه *** وتاج الكتاب العظيم قديما

ففيها صفات الهدى والكمال *** حلماً وعلماً وديناً قويما

وكانت لأجدادنا قبلنا *** وتبقى لأحفادنا اليوم شيما

بنفسي أفدي لسان الأمين *** وأنظم فيه عقداً نظيما

وقفت أمام بقايا الحروف *** عفتها الغيوم فصارت رسوما

فهل بعد ما قيل من لائم *** على ما تلفظته أن يلوما


التاليصحوة
أضف تعليق