نداء أول من جمهورية الأحزان

4.1k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

يـا من قرأتِ تداعيَ الأركــانِ *** وتـركتِ روحي في دجى الكتمانِ

يـا من قصمتِ القلب حين دخوله *** محرابَ عطرك واستبيتِ لسـاني

حـاصرتِ كل مدائني وحرائقـي *** وبـنيتِ جمهورية الأحـــزان

ورسمتني درباً يخـالف بعضَــه *** وجـعـلتني حكراً على الذوبـان

وهزَزتِ نخـلَ كـآبتي فتساقطت *** رُطـبُ الفراق على لقاءٍ, فــان

إني رسمتُكِ فوق سطرٍ, شــاهقٍ, *** وإذا بـصـوتك حاملاً نسيــاني

وعـلى جبال الصمت خطّ حكايتي *** وعـلى الحريق وفوق ليل هـوان

يا مـَن رأى عسل التلاقي فرصة *** ومـضى بشهد الروح ثم رمانـي

ورأى بـأن البُعد يأكل عمــره *** كـالنار تأكـل فلذة العصيــان

ورأى بـأن العمر يفني بعضــه *** وأتـى ليثبت أننـا صنـــوان

أنـي الذي لا أستطيع فراقـــه *** ولـئـن بدا فلأنــه أفنـــاني

هـل تحسبين بأنني لا أكتــوي *** إلا بـنـار الفقد والهجـــران

أو تـعلمين بأن صدّكِ صــاعدٌ *** نحوي وينحتُ في الأسى عنواني

ونـظامُ قلبي في يديك يذيقنــي *** مـرّ انقلاب الفكر في بنيــاني

قـسـمـاً بربّ الكون لستُ متيّماً *** إلا لأنـك كـنتِ بعض معــاني

هل تستطيع حرائقي أن تحتسـي *** صـفو الحياة و نعمة النسيــان

يـا مـن سلبتِ الروح أين دفنتها *** هـل مـن لقـاءٍ, في نداء ثــان


أضف تعليق