أماه طفل بين يدي خادمة .. يعاتب أمه

3.2k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أماه قلبي في الحياة يعاني *** وترن أشعاري بلا أوزانِ

قد كنت أحيا في الحاش متنعمًا *** تحت الفؤاد وخفقه المتواني

فأنا أبادلك الوداد بخفقة *** أو ركلةٍ, من عاشق ولهانِ

وأتيتُ يا أماه أرقبُ دفقةً *** من نفسك الملأى بكل حنانِ

ولمستني بيدي فؤادك رحمة *** وتبسمت شفتاك عن إحسانِ

كم غازلت عيني عيونك خلسة *** ورأيت فيك جمال كل حسانِ

كم ضمة للصدر تفرح مهجتي *** كم رضعة تروي بغير تواني

وظللت أسعد بالحياة منعمًا *** حتى أتاني من صروف زماني

فأفقت في أحضان أم واله *** مكدودةٍ, موصولة الأحزان

هي ذات قلب مشفقٍ, متلهفٍ, *** هي ذات صدر دافئ الأركانِ

هي ذات كف ناعم لكنها *** مخزونة تحيا لآخر ثاني

هي فارقت ولدًا يفيض بعبرة *** هي أسبلت دمعًا بكل أوانِ

ترنو إليّ بنظرة ملتاعة *** تتذكر الولد البعيد الثاني

أماه *** أنتظر اللقاء بلهفة *** ويكاد من فرحي يطير جناني

وأظل أرقب بابنا في فرحة *** وأُطِلٌّ أصرخ مقبلاً بحنان

أهوي بنفسي من يديها صارخًا *** فتقبلين *** وتتركين *** مكاني

وتسارعين إلى الفراش كأنكِ *** لم تشعري بمرارة الحرمان

وكأنك لم تحمليني تسعة *** أو تهتفي بالحب والتحنانِ

أبكي وأبكي ثائرًا متألمًا *** فتقوم خادمتي تهز ثواني

حتى إذا ما النوم غالب أعيني *** قامت إلى الأعمال وهي تراني

يا ليتك يا أم بعد ضممتني *** ضم اللحاف لجسم الوسنان

يا ليتني مثل الحقيبة إنها *** محروسة من ساعدي وبناني

وكأن خادمتي التي ضمتني *** قتلت أمومتك بغير سنانِ


أضف تعليق