فهل تلومين كهلا

1.6k
2 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

أنـبـأتُـهـا بكلامٍ, غَيرِ ذي عِوَجِ *** أنـي أمـيـلُ إلـيـها دونمَا حَرَجِ

فـأطـرقت، ثم قالت وهي باسمةٌ: *** حتى الكهولُ تحبٌّ العومَ في اللجَجِ!

فقلتُ: لا تَعجَلي يا أنت- وانتظري *** مـن العدالةِ أن تُصغي إلى حُججي:

إنـي امـرؤٌ يـعربيُّ صاعدٌ نَسبي *** إلـى مَـعَـدّ بلا \"حَبلٍ,\" ولا \"دَرَجِ\"

وكـلٌّ قـومـيَ عُـشّـاقٌ ذوو مِقةٍ, *** مـا بين صَبٍّ,، ومُضنى والهٍ, وشجِ

هـذا مـحـبّ لحسناوَين \"مزدوجُ\" *** وذا مـحـب \"عـفيفُ\" غيرُ مزدوجِ

الـحـبٌّ عـنـدهـمُ فنٌ، وفلسفةٌ *** وكـيـمـيـاءٌ، وحربٌ ثرةُ الرَّهج

فـإن دجـا ليلُ بؤسٍ, أو دجت مِحنٌ *** ألـفـيتهم في دياجي الحب كالسٌّرج

وإن تـلـفّـت ظـبيٌ ماتَ أكثرُهم *** \"مـا بـين معترك الأحداق والمُهجِ\"

ما أحجموا عن نزالِ الغيد مذ خُلقوا *** ولا اعـتـذار لأعمى أو لذي عَرَجِ

ضـعـيفهم في ميادين الهوى بطلٌ *** وبـعضهم مثلُ ليثِ الغابِ في الدلجِ

هـذي \"مـذايـيعهم\" بالحبّ صادحةٌ *** فـي كـل مـنـعطفٍ, ناءٍ, ومُنعرَجِ

هـذي \"تـلافيزهم\" بالعشق مُترعةٌ *** تـحـكي عن الحَوَر الفتانٍِ, والدعجِ

هـذي \"مـجلاتهم\" هذي \"جرائدهم\" *** تُـثـيـرُ من لم يُثَر يوماً ولم يَهِجِ

قـد ذلّلوا كل دربٍ, في الهوى وعرٍ, *** وعـبّـدوا كـلّ نـهجٍ, غير مُنتهجِ

من لم يخض في بحار العشقِ لازمهُ *** داءٌ مـقـيـمٌ، وهـمُّ غـيرُ مُنفرجِ

ومـن أحـبَّ ولـم يـظفر ببغيته *** أمـسـى أشلّ سقيماً ظاهرَ \"الفحج\"

ابـنُ الثمانينَ في ساح الهوى جذعُ *** حِـنـاءُ شـيبته من أطرف \"الفُرجِ\"

يـهـذي بأوصاف \"عشرينيةٍ,\" سَلبت *** فـؤاده، هـذيـان الـمـدنف اللّهج

فـي كـلّ عـينٍ, خليجُ من مدامعه *** يـشـكـو إلـى كل مختلٍّ, ومختلجِ

و\"الـدّردبـيسُ\" ابنةُ التسعين أرقها *** فـقدُ النّجيّ، فصارَ البدرُ خير نَجي

إن أنـكرَت وجه ليلٍ, غيرِ مُنصرمٍ, *** تـاقـت إلـى وجهِ فجرٍ, غير منبلج

الـحـبّ زاد بـنـي قومي وماؤهم *** والـعِـزّ عـند ذواتِ الدَّلِّ والغُنجِ

بـيـادرُ الـعـشقِ مركومٌ أواخرها *** عـلـى الأوائـل فـي وادٍ, ندٍ, لزجِ

وكـلّ مـن ولجَ الوادي شكا وبكى *** مـن الـهـيـام ومن لم يدر فليلجِ

فـهـل تـلومين كهلاً، يا فتاةُ، إذا *** نـاغـى الجَمالَ بقلبٍ, جدّ مبتهجِ؟!

ألـيس في حُججي هذي شفيعُ هوى *** يُـعفيكِ من قلقٍ, مضنٍ, ومن شَنَجِ؟!

قـالت: رويدك، يا هذا، أحلت دَمي *** إلـى لـهيبٍ, ببعض الخوفِ ممتزجِ

غـداً أعوجُ على وادي الهوى لأرى *** عشقَ الشيوخ..وإن أشفقتُ لم أعُجِ

فـقـلتُ: لا ترهبي شيئاً فكل هوى *** عـذبٌ، إذا لم يكن من عاشقٍ, سَمجِ

والـوَصـلُ شيمةُ أهل \"الفهم\" قاطبةً *** والهجرُ من شيمِ \"الأجلافِ\" و\"الهَمَجِ\"

وواجـبي نحوَ قومي الصيدِ يأمرني *** بـحـبّ عينيكِ..فادعي الله بالفرجِ


السابقتحرير
التاليأذان بلال
أضف تعليق