شابت لحانا وما شابت عزائمنا .. !

3.4k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

شـبـنا.. وشابت لِحانا في مدارسنا *** وابـيـضَّ ما كانَ في تسويده حسَنا

كـحـالـةِ الماء.. طالت في مجامعهِ *** إقـامـة صـيّـرت رقـراقـه أسِنا

حـقـيـقـةٌ صـعـبةٌ ذقنا مرارتها *** فـطـيرت من عيوني الأمنَ والوسَنا

يـا أيـها الزمنُ الماضي على عجلٍ, *** كـالـخـيل جامحة قد قطعت رَسَنا

يـمـضـي خفيفاً رخياً لا نحسٌّ به *** يـنـسـل مستعجلاً من تحت أرجلنا

ونـحـن فـي غفلة عنه وقد شَغَلت *** زخـارفُ الـعيشِ عن مسراهُ أعيننا

نـصـحـو وقد حال عاليها وسافلها *** وأنـكـر الإلـفُ مـرآنـا وملمسنا

بـالأمـسِ كـنـا شـباباً في تألقنا *** ونـمـتـطي في رضا أهوائنا سُفنا

فـي سَـعينا نتحدى الموج.. نهزمه *** فـيـذعن الموج رُعباً من تغطرُسِنا

كـانـت عـلى قمةِ الأحلامِ خطوتُنا *** فـمـا الذي في مهاوي العجز نكَّسنا؟

غـابَ الـشـبـابُ غياباً لا إيابَ لهُ *** وغـابَ مـن حـسنه ما كانَ يؤنسُنا

لـكـن وإن نـقصت عدّاً مناقبُنا *** يـومـاً - فقد زادَ في الدنيا تمرسنا

زدنـا مـضـاءً وإدراكـاً ومـعرفةً *** وخـبـرةً تـكشفُ المكروهَ والحَسَنا

نـحـنُ الـرجالُ وإن شابت مفارقُنا *** فما سرى الوهنُ في أعصابِ فارسنا

شـابـت لِحانا.. وما شابت عزائمنا *** ولا نـأيـنـا عـن الـجلى بأنفسنا

يـكـفّـنـا مـقود الأجيال.. ندفعه *** نـحـو الـعلاءِ فيزداد الطريق سَنا

فـنـحن رواد من جدّوا ومن صعدوا *** ونـحـن رواد مـن صاروا كأنفسنا

ونـحـن رواد هـديٍ, فـي مسالكنا *** ونـحـن رواد عـلـمٍ, في مدارسنا

يـجـري علينا الذي شاء الإله.. فلا *** جـدوى تـؤول إلـيـنا من توجسنا

أقـصـى مـنانا بأن نحظى بخاتمةٍ, *** تـلـيـق بـالمؤمنين الصالحين هُنا

نـروم فـوزاً وأفـراحـاً ومـغفرةً *** ولا نـرومُ افـتـقـاراً مـثل مفلسنا

ومـا حـزنـت إذا ألقوا على كتفي *** عـبء الغراس.. فأفراح القطافِ لنا

مـن يـزرعِ الخير في دنياه محتسباً *** يـحـصد فلاحاً وجنات الرضا ثمنا

فانهض..! فما الشيبُ يثني عن مغالبة *** ولا يـردّ لـعـشـاق الطموح منى


أضف تعليق