إلى \"مؤتة\" هذا العصر...العراق! ولا بد من يرموك وإن طال الزمن!
لا شـك أنـي قد طربت وزغردت *** فـي الـقـلب مني أغنيات حالمات
آهٍ, لـقـلـبـي كـم تمنى أن يرى *** سـيـف الكرامة والدموع الحانقات
ذوقـوا أفـانـيـن العذاب وولولوا *** هـذي حـصاة من تلال الذكريات!
*** *** ***
كـنـا هـنـا وهـناك زهرا باسما *** والـطـلٌّ يـقطر من خدود باسمات
غـصـنـا مـن اللوز المكلل بالثلو *** ج ووردة حـمـراء تضحكها الحياة
كـنـا هـنـا طيرا يرفرف ضاحكا *** نـحـسـو المياه وننثني نحو الفتات
ويـردد الـكـرم الـحبيب صفيرنا *** وتـغـرد الأشـجار أحلى الأغنيات
وتـعـلـمت منا الربى نبض الهوى *** فـتـفـتـق الـزهر المدلّه بالصلاة
ومـضـت بـنا شمس يُقبِّل نورها *** ثـغـر الأغاني في ضمير الكائنات
*** *** ***
لـكـنما... زحف الظلام على الربى *** ومـضـي يعربد في التلال الثاويات
عزف الرصاص ونحن نرقص لوعة *** آهٍ, لـطـيـرٍ, مـن بـنادق حاقدات
كـنـا هـنـا وهناك زهراً راعشاً *** والـدمّ يـنـزف من قلوب راعفات
ويـردد الـكـرم الـحزين صراخنا *** وثـراه يـغـرق في دموع النائحات
ومـضـت بـقـيـتنا على أشلائنا *** نـحـو الـشـتات إلى ليال حالكات
وتـرنـح الـوطـن الممزق لوعة *** وبـكى الفؤاد على عزيف القهقهات
*** *** ***
ومضى الزمان، مضى الزمان بحسرة *** والـدم يـنـزف من جراحٍ, هاميات
والـخيل تصهل، والسروج بلا فتى *** والريح تعصف بالسيوف المشرعات
مـهـلا، فـقـد جاء الصبي ملوحاً *** ومـضى يشقّ الدرب نحو العاديات
طـوبـى لمن رفض المذلة، وانثنى *** يـرمـى الحجارة في المياه الآسنات
طـوبـى لـمن حمل الحماس بقلبه *** وسـقى الشقائق والورود الصاديات
ومـضـى بـعـشقٍ, غامرٍ,، ليزلزلَ *** الـنـوم الـمخيّم في جفون غافيات
*** *** ***
مـرحـى فقد حمل السحاب دموعنا *** فـتـفـجرت فوق القلوب الباسقات
عـذراً لـكـم يـا أهـلنا، قد فاتنا *** مـا تـحـملون من القيود المثقلات
فـلـتـسكبوا دمكم على دمنا جوى *** ولـتـمـزجوه على حطام الأمسيات
ولـتـصـنعوا من عظمنا وقيودكم *** سـيـفَ الـكرامة والرماح الواثقات
فـمـتـى تـسربلت الربى بدمائنا *** أو زغـردت مـنـا الشفاه الواجفات
صـرخ الـظـلام وراح يهمي دمعه *** مـطـرا مـريرا من عيون حاقدات
*** *** ***
مـرحى فقد طرب الفؤاد وزغردت *** روح الـحـياة على أزيز الطائرات
هـذا \"الـحسين\" يعانق \"السجيل\" في *** أفـق الـظلام على رؤوس ناعبات
والـنـار تـضـرى في فؤاد ظالم *** قـذف الرصاص على فؤاد الأغنيات
ومـضـى يقهقه فوق أنقاض الألى *** بـعثوا الرفات من الموات إلى الحياة
ومـضـت بـهم شمس يقبل نورها *** ثـغـر الأغاني قي ضمير الكائنات
ذوقـوا أفـانـيـن العذاب وولولوا *** هـذي شِـواظٌ مـن جحيم الذكريات
*** *** ***
مـرحـى فقد وثب العراق وأبرقت *** عـيـنـاه فـي ليل المذلة والموات
ومـضـى يـحـوّل نزفنا ودماءنا *** بـارود عـزٍّ, فـي صميم القهقهات
فـتـحـطـم الوطن المزيف نازفاً *** هـرب الـغـزاة إلى بلاد أخريات
ومـضى الظلام يكفكف الدمع الهتون *** عـلـى لـيـالٍ, عاشها فوق الرفات
إيـهٍ, عـراق الـعـز، خذ من قلبنا *** نـبـض الـحياة إلى قلوب القاذفات
خـذ سـيـفـنا والساعد المعطاء و *** الـعشق المغمس بالدماء الصادحات
*** *** ***
قـف يـا عراق على الربى متمرداً *** وامـدد ذراعك بالسيوف المشرعات
فـلـقـد توقفت النجوم عن السرى *** ومـضـت تحدق بالعيون الذاهلات
وتـعـثـر الـتـاريخ في خطواته *** ومضى يهزّ الرأس من طول السبات
والـمـوت يقصف، والظلام يولولُ *** فـلك البطولة يا عراق لك الحياة !!