بسم الله الرحمن الرحيم
مزيج من الإحباط واليأس يخيم على الشارع العربي إزاء قمة الجزائر ولسان حال العرب: ماذا قدمت عشرات القمم للمواطن العربي المهدد بالموت تحت جنازير الدبابات في فلسطين أو الذين يتضورون جوعًا في بلاد عربية أخرى.
يقول مواطن بحريني: كم بقى من الوقت لزعماء العرب لكي يضعوا الخطط حبرًا على أوراق .. ولا تنفيذ؟، وإلى متى ستظل الجامعة العربية عاجزة عن تحقيق الحد الأدنى من طموحات المواطن العربي الشاعر بالذل والعجز .
الأجواء العربية السابقة للقمة
على الصعيد الفلسطيني، يناشد الفلسطينيون زعماء العرب في قمة الجزائر بالحيلولة دون التعقيدات المستمرة التي يضعها الصهاينة في وجه قيام كيان فلسطيني مستقل، في الوقت الذي أعلن فيه الكيان الصهيوني عن توسعة ثلاث مغتصبات في الضفة الشرقية، كما وافق وزير الحرب الصهيوني \'شاؤول موفاز\' على بناء ثلاثة آلاف وخمسمائة مسكن جديد بمغتصبة معالي أدوميم لربطها بالقدس الشرقية ، وهذا سيؤدي إلى ضم نحو اثني عشر ألف هكتار إلى أراضي المغتصبةº الأمر الذي جعل أحمد قريع يطالب \'قمة الجزائر\' بأن تفعل شيئًا إزاء ما وصفه بأنه اعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ويراد منه فصل جنوب الضفة عن شمالها.
وفي تحد ظاهر للقمة العربية صرح أحد المسئولين الصهاينة قائلاً: سنواصل البناء في معالي أدوميم [شرق القدس] ، وغوش عتصيون [جنوب القدس] ، وإرييل [شمال الضفة الغربية] لأنها قطاعات لن تنقل في يوم من الأيام إلى السلطة الفلسطينية .
والأمر الذي يزيد الطين بله أن الكيان الصهيوني أصبح ينتظر المكاسب من وراء [القمم] العربية بدلاً من أن تشكل تهديدًا لهº فقد [بشر] وزير خارجية الكيان الصهيوني \'سيليفان شالوم\' بأن هناك عشر دول عربية سوف تتجه إلى المزيد من علاقات التطبيع مع ما يسمى بإسرائيل وتمنى أن يعترف العالم العربي بالتغييرات الإقليمية والدولية !.
وليت الأمر يقف عن هذا الحد º لكن رئيس وزراء الكيان \'أرييل شارون\' طالب الدول العربية [المعتدلة] بأن تمسك الزمام خلال فعاليات القمة !!
عباس يناقض أحد أهداف القمة
إذا كانت القمة قد وضعت من بين أهدافها \'منع توطين نحو ستة ملايين من فلسطيني الشتات\' فإن المشهد التالي هو تصريح لرئيس السلطة الفلسطينية \'محمود عباس\' إلى مجلة دير شبيجل الألمانية حيث أكد \'أبو مازن\' أن الفلسطينيين في الخارج \'مرتاحون\' وينعمون في عيش رغيد واستطاعوا بناء البيوت والعمارات .
تسع رؤساء عرب يتغيبون عن القمة وغموض بشأن موقف ثلاثة آخرين !!
على الرغم من القمم العربية بصفة عامة لا ينتظر منها أن تأتي بالحد الأدنى من حقوق ومطالب الشعوب العربية إلا أن تسعة من الرؤساء العرب سيتغيبون عن قمة الجزائر، فقد أعلن الدكتور \'عمرو موسي\' الأمين العام لجامعة الدول العربية أن ثلاثة عشر رئيسًا من أصل اثنين وعشرين رئيسًا أو ملكًا عربيًا سيحضرون القمة .
وقد تأكد غياب الرئيسين اليمني علي عبد الله صالح واللبناني إميل لحود, كما يعتقد غياب عاهل البحرين الذي أبلغ منظمة القمة الجزائريين في وقت سابق أنه سيحضر إلا أن مصادر بحرينية قالت بأنه قرر التغيب وأن الوفد البحريني سيترأسه ولي العهد.
وأوضحت مصادر إماراتية بأن رئيس الدولة الشيخ خليفة سيتغيب أيضا فيما سيترأس صباح الأحمد الوفد الكويتي, وسيتغيب أيضا السلطان قابوس سلطان عمان عن الحضور.
وعن الموقف الليبي، فعلى الرغم من وصوله إلى الجزائرº إلا أننا لا نستطيع تحديد موقف [الزعيم] الليبي الذي انسحب من القمة السابقة بتونس في مايو الماضي بعد بدء انعقادها بقليل معلنا رفضه جدول الأعمال، وقد أبدى [الأخ العقيد] مرارًا رغبته في الانسحاب من جامعة الدول العربية، مغيرًا بذلك بوصلته صوب أفريقيا معتبرًا أن مؤسسات الجامعة عاجزة عن القيام بعمل عربي مشترك.
أما الملك عبد الله بن الحسين عاهل الأردن فقد فضل البقاء في الولايات المتحدة للقاء مسؤولين أمريكيين عن حضور القمة بعد أن تسببت مبادرة بلاده الداعية لتطبيع العلاقات مع \'إسرائيل\' .
سوريا تعلق الآمال على قمة الجزائر
تأكدت مشاركة الرئيس السوري \'بشار الأسد\' الذي يواجه ضغوطًا دولية من أجل سحب قواته المسلحة من لبنان، وتعلق دمشق الكثير من الآمال على القمة العربية وتأمل في أن يكون هناك تفهم ومساندة من جانب العرب في مجابهة التدخل الخارجي وبشكل خاص الضغط الأمريكي فضلاً عن التضامن العربي مع لبنان.
وتتردد الحكومات العربية في اتخاذ موقف في النزاع بين سوريا والولايات المتحدة بشأن الانسحاب من لبنان خشية إثارة غضب واشنطن أو الظهور بمظهر من يتحدى سلطة مجلس
أعلن المسؤولون السوريون أن دمشق تريد من القمة العربية إبداء التضامن معها ومع الحكومة اللبنانية في مواجهة الضغوط الأمريكية، وفي سبيل ذلك تقترح سوريا إحياء قرارين قديمين لجامعة الدول العربيةº أحدهما يعارض التهديد بفرض عقوبات أمريكية على سوريا، ويعبر الآخر عن التضامن مع لبنان بشأن منطقة مزارع شبعا التي يحتلها الكيان الصهيوني.
ولم يكلف وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم التحضيرية للقمة عناء تناول حل الأزمة السورية اللبنانية ومطالبة أمريكا والأمم المتحدة بكف يدها عن إشعال فتيل الخلافات بين البلدين العربيين.
ويبدو أن قمة الجزائر لن تضيف جديدا عن سابقاتها في مجال الإصلاح العربي بعد أن أصبحت الحكومات العربية محصورة بين مطرقة الضغوط الخارجية وسندان الشارع العربي وفي مقدمتهم مصر التي شهدت مصر لأول مرة الإعلان عن نهاية عصر الاستفتاءات وبدء الانتخابات الرئاسية المتعددة بعد إلغاء المادة 76 من الدستور, كما بدأ السعوديون للمرة الأولى اختيار أعضاء المجالس البلدية عبر الاقتراع.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد