بسم الله الرحمن الرحيم
صليت بالناس خارج المملكة في رمضان وما أن انتهيت من صلاة العشاء قام رجل يتلكم بلغة لا أعرفها وبلهجة شديدة وهو يشير إلي بغضب بالغ.. استغربت من أسلوبه فسألت المترجم فقال لي: إن الرجل يقول لماذا يصلي بنا عربي؟!!
استنكرت هذا الموقف وتعجبت من الرجل... من شدة تعصبه رفض أن يصلي به رجل من غير بني جنسه.
صار المعيار في إمامة الناس الجنس الذي ينتمي إليه الشخص لا حفظه ولا علمه إلى غير ذلك كما في الحديث المروي (يؤم القوم أقرأهم لكتاب الله... الحديث)
العصبية للهويه أو وقبيلة.صار مذهبا شائعا بين المجتمعات. بل فرقت بين قبلية وقبيلة.. حتى صار بعضهم لا يزوج إلا من القبيلة فحسب وما علموا أن السبب في تنوع القبائل والشعوب هو التعارف والتآلف لا التفاخر والتناحر قال - تعالى -: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) قال الزجاج: \"جعلناكم كذلك لتعارفوا، لا تفاخروا\" انتهى.
وقد حرص الإسلام اشد الحرص على نبذ التفرق بين المسلمين لما يبثه من ضعف وخور في جسم الأمة الإسلامية.ولذلك دعا الشارع إلى نبذ كل ما يفرق بين المسلمين وبين المجتمعات.
وللأسف الشديد تنبه الغرب إلى أهمية الوحدة بينهم مع أنهم تحسبهم جمعيا وقلوبهم شتى فصاروا يشكلون تكتلات وتجمعات اقتصادية ودفاعية. فلم يجمع بين فرنسا وألمانيا _ مع ما بينهم من الحروب على مدى العقود السابقة _ إلا المصالح المشتركة حتى صارت كبريات الشركات تندمج مع بعضها لكي تسحق كل من يقف أمامها من منافسين.
تأبى الرماح إذا اجتمعت تكسرا *** وإذا افترقن تكسرت أحادا
والمسلمون في سبات عميق وفي فرقة يندى لها الجبين
وعلى النقيض من ذلك بعد ما علموا أهمية الوحدة قاموا بالتفريق بين المسلمين ليوهنوا قوتهم ويضعفوا شوكتهم. على قول البعض (فرِّق تسد) ففرقوا بين العرب والأتراك فأصبح كل ينادي بقومه لا بدينه وإسلامه.
فما أجدر بنا نحن المسلمين أن نكون صفا كالبنيان المرصوص.
أضف تعليق
هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها
تم الإرسال
ستتم إضافة التعليق بعد معاينته من قبل فريق عمل مداد