يـا خير من وطئ الثرى أعياني *** وصـف الجمال بمنطقي وبياني
شـطـرٌ لـيوسف كان من آياته *** والـوصف فيك وعندك الشطران
كـالشمس في كبد السماء تلألأت *** فـالـنـجـم ظِـلٌّ زائل أو فانِ
لا يـسـتـوي جبل يعانق غيمة *** ورمـال صـحراء على الأفنان
وكـفـاك في وصف الإله مكانة *** خُـلُـقٌ عـظيمٌ جاء في القرآن
وبـعـثـت نوراً في ظلام جهالة *** والـنـاسُ رهـن إشارة الأوثان
فدعوت ركب التائهين إلى الهدى *** بـقـنـاعـة ومـواقف وسنان
وصـنـعت جيلاً كالنجوم لظلمة *** وجمعت شملاً في رضى الرحمن
وتـركت شرعاً كالمحجة ناصعاً *** بـيـن الـشـرائع ماله من ثانِ
وبـنـيت صرحاً للفضيلة شامخاً *** عـززتـه لـقـواعـد الإيـمان
خَـلَفَت خَلوفٌ بعد موتك ضيعت *** مـا كـان مـن جهد بعرضٍ, فانِ
ركـنت فساد الوهن في أرجائها *** زلـت فـهـانت هونة الجعلان
وهـنـت فـهانت فاستكانت زلةً *** لـمـعـربـدٍ, ومـغـفل وجبان
ربـاه أضـحـت عصبة الإيمان *** كـالـصخرة الصماء في النيران
شـعـب تـخضب بالدماء وأمةٌ *** نـامـت فما في الدار من يقطان
الـعـين تذرف والقلوب بروعة *** ومـصـيـرنـا للذبح كالخرفان
فـالمسجد الأقصى وسَيلُ من دم *** وجـرائـم مـن فـعلة الصلبان
وكـذا الـتـتـار وهـذه أفعالهم *** عـادوا ولـكـن فـي رداء ثانِ
جـاسـوا دياراً واستباحوا أهلها *** يـا ويـحـهـم من كفة الميزان
ويـرد شـكـوانـا نـداء خالد *** مـن فـطـرة نبعت من الوجدان
يجري القضاء وفي الخلائق حكمة *** فـالـشمس والأقمار في الحسبان
والشمس تشرق بعد طول غيابها *** والـدمـع يـذهب غفلة الوسنان
والـسيل يجرف بعد كل حصيلة *** زبـداً يـعـمـق شهقة البركان
أخـدودنـا صـاغ الكفاح بلحنه *** أكـرم بـه مـن شـاهـدٍ, لعيان
ربـاه عـذراً مـن عُـبَـيدٍ, فانِ *** مَـدَحَ الـحـبيبَ بلوعة الولهان
ذلـلـت لـلساعين عزو كواكب *** فـغـزا الحبيب معارج الأكوان
يـسـرت كـل مـقرب لمقامه *** فـدنـا الـحـبيبُ ودونه قوسان
وكـذا الـشفاعة والوسيلة يومها *** والـنـاس فـي هلع من الميزان
وشـهـيق نار خاب من كانت له *** والـويـل كـل الـويل للغفلان
ثَـبِّـت قـلـوبـاً زلزلتها فتنة *** جـعـلـت حليم القوم كالحيران
مـالـي سـوى ربي إليه وسيلة *** فـمـديـح طـه يـومها قرباني