ما كان لله من ودٍ, ومن صلةٍ,

4.9k
1 دقائق
27 شوال 1428 (08-11-2007)
100%

بسم الله الرحمن الرحيم

ما كان لله من ودٍّ, ومن صلةٍ, *** يظلٌّ في زحمةِ الأيامِ موصولا

يظلٌّ ريّانَ من صدقِ الوفاءِ به *** يُغني الحياةَ هُدىً قد كان مأمولا

كأنه الزّهرُ الفوّاحُ روضتُه *** هذي الحياةُ يَمدٌّ العُمر تجميلا

ما أجملَ العمرَ في برِّ الوفاءِ وما *** أحلى أمانيه تقديراً وتفعيلا

*** *** ***

وما يكون لغير الله لا عجبٌ *** إذا تغيّرَ تقطيعاً وتبديلا

لا يُفسد الودَّ مثلُ الظنّ يفتحُ من *** شرٍّ, ولا يرتضي للخير تعليلا

يظلٌّ يُغلقُ أبوابَ الرضا غضباً *** جَهلاً وينشر إفساداً وتضليلا

تُبنى المودةُ من جهدِ السنينَ رضاً *** ويهدمُ الظنٌّ ما نبنيه تعجيلا

وتُشرقُ النفسُ من نور الهُدى أملاً *** حقاً ويملؤها ظنٌّ الهوى قيلا

يظلٌّ بالظنِّ صدر المرءِ مضطرباً *** \"بالقيل والقال\" تحويراً وتأويلا

*** *** ***

يجلو التّبينُ ما في الصدر من ريبٍ, *** ويحفظُ الودَّ مجلوّاً ومأمولا

يبني التٌّقى النّصحَ بين الناس نَهجَ وفا *** ويَحسب الظنٌّ نهجَ النصح تجهيلا

يظلٌّ بالنصحِ حبلُ الودِّ متّصلاً *** بِراً وصَفواً وإحساناً وتنويلا

كم مزّق الظن من قد كانَ يجمعهم *** صدقُ الهُدى ووفاءٌ كان مبذولا

حالت بهم صورُ الأيامِ واختلفت *** بهم ليالٍ, وعاد الحبل مبتولا

فأينَ، ويحيَ، أنداءُ الظلال وقد *** سَرَى النسيمُ بها بُشرى وتهليلا

*** *** ***

نُعمى من الله حُسنُ الظن بابُ تُقىً *** يُدني الحقيقة أو ينفي الأباطيلا

وإنه الصدقُ يجلو كلّ خافيةٍ, *** ويُنزلُ الحقّ في الأحناءِ تنزيلا

صدقٌ ونُصحٌ وصفوٌ في النفوس بَدا *** عَزماً يظلٌّ مع الإيمانِ مبذولا

لا يربطُ الناسَ في الإسلام غير عُرى *** عهدٍ, توثّق تكريماً وتفضيلا

عهدٍ, مع الله شدّتهُ النفوسُ تُقىً *** جيلاً يمدٌّ على حبلِ الوفا جيلا


التاليما الخبر
أضف تعليق