حائط الشجـا


 

بسم الله الرحمن الرحيم

مَالَت تُمَزِّقُ فَـوقَ النَّعـشِ أَكفَـانِي ** مِن فَرطِ مَا اقتَرَفَ الآسِي بِجُثمَـانِي

تَرجُو انبِعَاثِي وَمَا لِي غَيرُ حُرقَتِهَـا ** نَفسِي وَقَد أَوعَـدَ الإِلحَـادُ أَديَـانِي

أَجَبتُ ثَوبُ الأَسَى فِي المَهـدِ جلَّلَنِي ** والسَّيرُ بَينَ ثَنَـايَا الجَمـرِ أَضنَانِي

جُـرِّعتُ كَأسَ الشَّجَـا مِمَّن أُنَادِمُهُم ** وَالنَّحتُ عِندَ جِـدارِ اللَحـدِ أَدمَانِي

طَـرَقتُ أَبوَابَ مَن عَـاثُوا بِنَسمَتِنَا ** وَخُضتُ حَرباً ضَرُوساً دُونَ فُرسَانِ

فَمَا وَجَدتُ لِنَيـلِ الثَّـأرِ خَاصِـرَةً ** تُزِيحُ عَن كَاهِلِي المَنهُـوكِ أَحزَانِي

سَـوَاحِلُ الضَّيـمِ أَدنَتنِي مَرَافِؤُهَـا ** وَاستَقبَحَ الرَّسفُ فِي الأَغلاَلِ إِذعَانِي

أَنَـا الأَبِـيٌّ سَلِيـلُ المَجـدِ آلَمَنِـي ** فُقدَانُ حَتفِـي وَمَكثُ الرٌّوحِ أَشقَانِي

أَرَى الحَيَـاةَ بِلاَ مَعنَىً مُـذِ انفَرَطَت ** قُيُـودُ عَزلِي وَسَيرُ الجَـلدِ أَقصَانِي

أَرَقـتُ جَفنِـي عَلَى دَمـعٍ, أُلاَزِمُـهُ ** قَد ظَنَّهُ النَّـاسُ بَحراً دُونَ شُطـآنِ

وَخُضتُ حَربـاً عَلَى طَيـفٍ, أُنَازِعُهُ ** نَبذَ الهَـوَانِ وَلَكِـن حَـالَ إِيمَـانِي

عَن وَضـعِ حَـدٍّ, لِعَيـشٍ, بِتٌّ أَمقُتُهُ ** وَزَجرِ ضَيمٍ, ثَـوَى يَمتَاحُ أَشجَـانِي

أَبدَيتُ جُرحِـي إِلَى الآسِـي أُسَائِلُهُ ** مِن فَرطِ غَيظِي لِمَ التَّمثِيلُ بِالفَـانِي

أَنَا الشَّقِـيٌّ رَدِيفُ النَّـزفِ أَرَّقَنِـي ** زَمٌّ الـعِنَانِ وَعُسرُ الحَـالِ أَعيَـانِي

أَرَدتُ ثَلـمَ وَمِيـضٍ, لِلنَّفَــاذِ بِـهِ ** فَالتَاعَ زَندِي وَسَيفُ الوَيـلِ أَردَانِي

فَـصَارَ جِسمِي عَدِيمَ الحِسِّ وَاندَلَعَت ** نِـيرَانُ شَجوِي وَمَجَّ الدَّمـعُ أَجفَانِي

حَتَّى انتَهَيـتُ بِلاَ حَتـفٍ, وَمَزَّقَنِـي ** يَـأسِي وَفَوقَ جَحِـيمِ المَوتِ أَحيَانِي

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply